تحية طيبة وبعد ، فإنه لمن الإجحاف أن أذكّر سيادتكم بأهمية الحفاظ على الآثار والتراث الوطنيين ، فأنت ومن بإمرتك هم القيّمون عليهما . ولكني أريد هنا أن أطرح مقترحاً لموضوع ربما نُسيَ في طيات المشاغل وانعدام الإمكانيات وتراكم غبار الزمن . أردت أن أتحدث عن أثر تاريخي شاخص ما زال في الصحراء منذ قرون عرضة لعوامل التعرية واحتمالات السرقة والعبث الآدميين . إنه حجر الأبيّض ( بألف مضمومة وياء مُشدّدة ) والذي يقع في وادي الأبيّض بمنطقة عين التمر في كربلاء . وهو حجر يبلغ طوله تسعة أمتار وارتفاعه خمسة أمتار ونصف المتر . تم اكتشافه من قبل الآثاري السيد عزالدين جعفر الصندوق عام 1949 وتم توثيق الإكتشاف باسمه رسمياً بموجب مقالته المنشورة في الجزء الثاني – المجلد الحادي عشر من مجلة سومر لعام 1955 وهي مجلة علمية رصينة متخصصة في آثار العراق القديمة ( وبإمكاني تزويدكم بصورة من المقالة في حال طلبتم ذلك).
أن أهمية الحجر تعود إلى أن تاريخ النقش عليه يعود إلى العام الرابع والستين للهجرة بحسب ما ورد في أحد النصوص المنقوشه عليه ، وهي نصوص عربية بحروف من أنماط مختلفة . وقد تمكن مكتشف الحجر من قراءتها وتوثيقها في مقالته المذكورة آنفاً .
هذا الحجر لم ينل – حسب علمي – حقه من البحث والدراسة ، وإنه لمن الضروري وضعه في المكان الذي يلفت إليه أنظار الباحثين وعنايتهم ، ولذلك أقترح أن تتكفل وزارة الثقافة والسياحة والآثار بنقله إلى منصّة في حديقة الهيئة العامة للآثار إذا لم يكن بالإمكان إدخاله ضمن إحدى قاعاتها الداخلية . إنّ هذا الإجراء لن يكفل وضع الحجر في واجهة اهتمام الباحثين والدارسين والسيّاح والمواطنين وكل ذوي الشأن فحسب ، بل سيضمن صونه والاهتمام به وإنقاذه من أي عبث محتمل في حال وجوده خارج الرعاية الحكومية .
آمُل أن يجد هذا المقترح صدى لديكم ، مع الشكر