يقال ان القصة حقيقية وسبق وان حصلت في احد مغاسل الموتى ( المغيسل ) في محافظة النجف الأشرف . مفادها ان جبار مواطن بسيط يعاني من مرض جلدي كان متعارفا عليه ب ( أكزما ) عجز الأطباء وقتها عن علاجه . أسر جبار ابن عمه ( حسين ) بمعاناته فنصحه الأخير بأن يغتسل في مغتسل للموتى ، وان يقوم القائم بالتغسيل ( المغسلجي ) (بحك ) جلده بـ ( ليفة ) ، وهي عبارة عن نبات طبيعي جاف يصنع من نبات “اللوف” ، وتستخدم في تنظيف وتقشير البشرة. بعد تردد وتفكير عميقين ذهب جبار الى مغتسل قريب وهناك حكى القصة للرجل المسؤول فطلب منه ان يخلع ملابسه وأن يستلقي على بطنه في المكان المخصص لتغسيل الموتى ( الدجة ) . ولأن جبار يشعر بالقلق ويخشى التلوث فقد طلب من الرجل ان يستخدم له( ليفة جديدة ) ، وبالفعل غادر الى دكان قريب وترك جبار مستلقيا على بطنه . في هذه الأثناء دخل ثلاث رجال وهم يحملون متوفى قريبا لهم وهم ينادون على ( المغسلجي ) ..(أبو فلان..أبو فلان ..ابو فلان) أين أنت ؟. التفت اليهم جبار بكل عفوية وبساطة وقال لهم : انتظروا قليلا سيجلب لي ليفة !!. وفور ذلك ترك الرجال ميتهم على الأرض وفروا متزاحمين ، وقيل ان أحدهم سقط على الأرض وشق رأسه ، والاخر توقف قلبه وغادر الحياة ، والثالث ظل يهرول ويصرخ كالمجنون ، وانتهت الحكاية بتغريم جبار عشائريا ( فصل عشائري ) مبلغ 35 مليون دينار آنذاك!!.
( رباط سالفتنة ) اليوم هو استمرار الغموض والضبابية في العملية السياسية في العراق ، حيث ماتزال تعقد الاجتماعات وتتوالى التصريحات وتتعالى التهديدات وتوزع التطمينات وتضرب (البوريات ) دون تلمس ماينفع الناس فيمكث في الأرض ، فلابرلمان شرعيا ولاحكومة رشيدة ولامعالجة للأزمات وفي مقدمتها الجفاف والتصحر والغبار والأتربة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والبطالة والهجرة والسلاح المنفلت وقل ماشئت ، حتى بات حال بعض المواطنين من شدة اليأس والاحباط ، كحال أقرباء المتوفى مع جبار أبو الليفة ، مع فارق كبير وجوهري ، وهو ان الفصل العشائري لن يسدده الشعب هذه المرة ، بل الساسة ومن يقف خلفهم وسيكون مكلفا ، فياليت الثمن المال فقط ، بل حياتهم ومستقبل أسرهم ومايملكون ، كل ذلك سيكون على المحك ، ساعتها سيلعنون اليوم الذي ولدوا فيه ، وسيفزعهم اليوم المرتقب الموعود لما اقترفت أيديهم حينما تمدد اجسادهم بدلا من .. ( جبار أبوالليفة)!!.