رحم الله الاستاذ الذي علمني أولى الحروف العربية ..مازالت ذاكرتي تحتقظ باسمه وشكله وهيئته ..فهو نسيج لوحده بما بذل من جهد ومشقة حتى نفهم الدرس ونستوعبه..ولم ندرك في وقتها كم لهذه الحروف التي تعلمناها ستكون عونا ومفتاحا لنا في أبجديات الحياة.
لم يتــأفف الأستاذ ولم يضجر يوما من الأخطاء التي كنا نرتكبها كل درس بل كان يبتسم وهو يرى تلامذته الصغار ليست لهم حيلة للتجاوز عن هذه الأخطاء ، وهكذا كان كل يوم يرسم حرفا جديدا على اللوحة مشيرا لنا ان نردده من بعده بأصواتنا العالية .
وما أن انتهى العام الدراسي حتى نجحنا في فك لغز هذه الحروف وأصبحنا نجيد قراءتها وكتابتها بيسر .
وها أنا أجد نفسي مدينا للأستاذ دينا لا يسعني تسديده .. وقد قيل ( من علمني حرفا فقد ملكني عبدا ) فكم يا ترى اكون له عبدا بعد ان علمني كل هذا الكم من الحروف ..وها أنا كلما قرأت كتابا او كتبت صفحة لاحت لي قامة هذا الاستاذ شامخة وودت لو كان حيا ولقيته لقبلته من رأسه وعينيه ويديه فهو من بدد جهلي الى علم وظلمتي الى نور.
مرة اخرى تحية حب وتقدير الى روح هذا الاستاذ الذي فتح لي نافذة من الحياة تشع منها معرفة وانوارا .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *