تُشغِل العملية السياسية في العراق اهتمام الباحثين والنُّخَب ومراكز الدراسات، وأكثر ما بُحِثَ فيها مسألة المعايير المطلوبة في شخصية رئيس الوزراء الذي يُراد ترشيحه للمنصب، وقرأنا رأيًا تداولته بعض الأحزاب والسياسيين والإعلاميين يقول: إنَّ رئيس الوزراء يجب أن يكون من الخط الثاني للساسة والأحزاب، وليس من الخط الأول، والخط الأول وظيفته (صناعة الملوك)… وبدأ تثقيف إعلامي لهذا الطرح.
من أجل ذلك نقدم قراءتنا وتحليلنا في أدناه:
1- هذا الطرح لم نجد له قاعدة علمية في السياسة، ولا في علم الإدارة، ولا حتى بيتًا قاله الشاعر المتنبي!، وأصحابه يسوِّقونه شعبويًا دون دلالات على الأرض تثبت رصانته، ولا يكلفون أنفسهم إقناع الجمهور بلغة العلم والأرقام!
2- يُروِّج بعضهم لهذه الفكرة بتغريدة على تويتر، علمًا أنَّ مساحة التغريدة طاقتها (280) حرفًا لا أكثر! ولا ندري كيف يسمح لنفسه المثقف أنْ يطرح طرحًا يناسب (الخط العاشر)؛ ليفرضه على (الخط الأول)! إذ صار بعض المثقفين والإعلاميين؛ عاجزين عن تقديم دراسة، أو مقال على هذا المستوى، ويريدون بناء الدولة في (280 حرفًا)!
3- إنَّ رئيس الوزراء أو (رئيس الدولة)، ليست وظيفته (صناعة الملوك)، بل وظيفته (قيادة الدولة) لأنه صار ملكًا بالتدرّج السياسي والوظيفي والحزبي؛ ليصل إلى قمة الهرم في الدولة؛ لقيادتها إداريًا وسياسيًا وعسكريًا… أما الملوك فهم يصنعون أنفسهم بالتدرُّج المماثل، ومن يُخفق في ذلك لا يكون مؤهلًا لقيادة الدولة، ولا توجد موازَنة بين (قائد الدولة) ووزير وزارة جاء من الخط الثاني أو السابع، ولو سلَّمنا جدلًا، لكن! لا يوجد مَلِك (يُصنَع) في دورة! بل (يَصنع نفسه) ومجده بنفسه في مسار طويل.
4- العراق ليس مقطوعًا من شجرة، فالمعالات الدولية في الحكم في قارات العالم: أميركا الشمالية، القارة اللاتينية، آسيا، إفريقيا… كلها تحكم في الأغلب بقاعدة (السياسي من الخط الأول)، واخترنا لكم هذه الحُزمة (الدلالات) من: الدول العظمى (دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، دول الاقتصاد الأسرع نموًّا في العالم (بريكس)، دول منظمة شانغهاي (المنظمة التعاونية الكبرى في العالم)، دول محور المقاومة، دول معسكر مكافحة الإرهاب، دول الاستقلال وغيرها؛ كلها تختار الرئيس من (الخط الأول)، وهي:
أولًا: أميركا: الرئيس (جو بايدن) مواليده (1942)، عمره (80) سنة، سياسي من (الخط الأول).
ثانيًا: روسيا: الرئيس (فلاديمير بوتن) مواليده (1952) عمره (70) عامًا، سياسي من (الخط الأول).
ثالثًا: الصين: الرئيس (شي جين بينغ)، مواليده (1953)، عمره (69) عامًا، سياسي من (الخط الأول).
رابعًا: الجمهورية الإسلامية: الرئيس (إبراهيم رئيسي)، مواليده (1960)، عمره (62) عامًا، من (الخط الأول).
خامسًا: ألمانيا: المستشار (أولاف شولتز)، مواليده (1958)، عمره (64) سنة، سياسي من (الخط الأول).
سادسًا: بريطانيا: الرئيس (بوريس جونسون)، مواليده (1964)، عمره (58) سنة، سياسي من (الخط الأول).
سابعًا: فرنسا: الرئيس (إيمانويل ماكرون)، مواليده (1977)، عمره (45) سنة، سياسي من (الخط الأول).
ثامنًا: سورية: الرئيس (بشار الأسد)، مواليده (1965)، عمره (57) عامًا، سياسي من (الخط الأول).
تاسعًا: الجزائر: الرئيس (عبد المجيد تبُّون)، مواليده (1945)، عمره (77) عامًا، سياسي من (الخط الأول).
عاشرًا: فنزويلا: الرئيس (نيكولاس مادورو)، مواليده (1962)، عمره (60) عامًا، سياسي من (الخط الأول).
أحدَ عشَر: كولومبيا: الرئيس (غوستافو بيترو)، مواليده (1960)، عمره (62) عامًا، سياسي من (الخط الأول).
اثنا عشَر: جنوب إفريقيا: الرئيس (سيريل رامافوزا)، مواليده (1952)، عمره (70) عامًا، سياسي من (الخط الأول).
ثلاثة عشَر: الهند: الرئيس (ناريندرا مودي)، مواليده (1950)، عمره (72) سنة، سياسي من (الخط الأول).
أربعة عشَر: البرازيل: الرئيس (جايير بولسونارو)، مواليده (1955)، عمره (67) سنة، سياسي من (الخط الأول).