عندما كنت رئيسا لنقابة الصحفيين فرع المنطقة الجنوبية وذلك بعد سقوط صدام حدث ان اطلعت على الوثائق الدراسية للزملاء اعضاء الفرع الذي كان يضم محافظات البصرة وميسان وذي قار وواسط والمثنى

وكانت من بين تلك الوثائق وثيقة تخرج مؤيد اللامي للمرحلة الاعدادية
كانت درجاته معظمها دون الستين وعندما رحت اتفحصها وجدت فيها ما اثار شكوكي في صحتها

كانت الوثيقة تحمل اسم متوسطة الرسالة فزاد ذلك من ريبتي فيها ورحت أسأل نفسي كيف يمكن مدرسة متوسطة ان تمنح شهادة الدراسة الاعدادية

ثم وجدت ان الوثيقة لا تحمل سوى ختم متوسطة الرسالة فليس هناك ختم مديرية التربية او مديرية التقويم والامتحانات
كما وجدت ان مؤيد كان قد رسب سنتين في الصف السادس ولم ينجح الا في السنة الثالثة وهذا امر غير طبيعي اذ كانت التعليمات المعمول بها في وزارة التربية في ذلك الوقت تقضي بالحاق من يرسب سنتين في صف واحد بالخدمة العسكرية فكيف سمح لمؤيد ان يداوم سنة ثالثة

كان كل ما في الوثيقة يثير التساؤلات حول صحتها
وعندما تقدم مؤيد للدراسة في كلية الاعلام /الدراسة المسائية قسم العلاقات العامة عام ٢٠٠٤ ارسلت عمادة كلية الاعلام كتابا الى مديرية تربية محافظة ميسان تطلب فيه رأيها في صحة صدور وثيقة مؤيد اللامي فلم ترد مديرية تربية ميسان عليها فارسلت العمادة كتابا ثانيا وثالثا ورابعا ومديرية تربية ميسان ملتزمة بالصمت
وقد تخرج مؤيد في الكلية وحصل على شهادة البكلوريوس وذلك بعد ان تم ضبطه وهو يمارس الغش في الامتحانات لمرتين او اكثر وصحة الصدور لم تأت من العمارة

وبعد اربع سنوات على تخرج مؤيد سألت موظفة في العمادة عما اذا كانت مديرية تربية ميسان قد اكدت صحة صدور وثيقة مؤيد اللامي فاجابت بالنفي

وقد مضت سنين اخرى وصحة الصدور لم تأت
عندها ازداد شكي
فاخذتها وذهبت الى رئيس لجنة النزاهة النيابية في حينها طلال الزوبعي في مكتبه في حي الجامعة وقلت له عندي شك في صحة صدور الشهادة الدراسية
لشخصية معروفة ومتنفذة فقال الزوبعي
حتى ولو كان نوري المالكي سأكسر ظهره
قلت له انها وثيقة مؤيد اللامي فقال هاتها فاعطيتها اياه وذهبت
ومكثت بعد ذلك التاريخ شهرين لم يتصل بي فيهما الزوبعي كما اخبرني
وعلمت انه كان قد زار مؤيد واجتمع به ودار بينهما مادار من حديث لا يعلمه الا الله

وبعد ان يئست من الزوبعي حملت الوثيقة الى مكتب المفتش العام في وزارة التربية وكانت السيدة جميلة
قلت لموظف الاستعلامات اريد شخصا مسؤولا اتحدث معه فقال في الغرفة الفلانية هناك شخص اسمه ابو جبار هو مدير قسم التفتيش
وبعد ان سلمت على ابي جبار وسمح لي بالجلوس تحدثت معه بنفس حديثي مع الزوبعي فاجابني هو بجوابه ايضا واعطيته صورة الوثيقة وراح يتفحصها ثم قال لي
انها مزورة ثم نهض من كرسيه وقال لي انتظرني عشرة دقائق
مضت العشرة دقائق وتلتها اخرى وابو جبار جالس عند المفتش العام
بعد ساعتين عاد ابو جبار وقبل ان يجلس قال لي اذهب انت وسنتصل بك بعد اسبوعين
وقد مضى شهر وابو جبار لم يتصل بي ثم انقضى شهر آخر وابو جبار لم يتصل فقررت الذهاب الى الوزارة والتقيت بابي جبار وسألته عن الموضوع فقال لي ان مديرية التربية في ميسان لم ترسل صحة الصدور بعد
وطلب مني ان اراجعه بعد ١٥ يوما
بعد ١٥ يوم ذهبت الى مكتب المفتش العام وطلبت من مسؤول الاستعلامات في الطابق السادس ان ادخل على ابو جبار فقال عنده اجتماع
بعد ساعة ونصف طلبت منه ثانية ان ادخل على ابو جبار فقال لي انتظر قليلا وذهب هو وبقيت جالسا في مكاني
بعد خمسة دقائق عاد مسؤول الاستعلامات ليخبرني ان الاجتماع لم ينته بعد وقال لي ربما يطول اذهب وتعال بعد يومين
بعد اسبوع عدت الى الوزارة وطلبت من استعلامات الوزارة الرئيسية ان اصعد الى مكتب المفتش العام فقال لي الموظف المسؤول ممنوع
قلت ومن اصدر قرار المنع
قال بامر من المفتش العام
قلت له اذن دعني اذهب الى ابراهيم سبتي مسؤول الاعلام التربوي في الطابق الثالث فقال ساسمح لك بشرط ان لا تصعد الى الطابق السادس وقال ان جميلة ويقصد بها المفتش العام ستحاسبه اشد الحساب واستحلفني ان لا افعل ما يؤذيه

ذهبت الى ابراهيم سبتي واخبرته بالموضوع فنصحني ان اذهب الى محقق اسمه حسن سوادي وقال عنه انه نزيه وشديد في الحق ولا يعرف ابوه في التحقيق
ثم اتصل ابراهيم بحسن وطلب منه ان يستوضح امر الوثيقة مني
وبالفعل دخلت على حسن وكان انسانا رائعاواستمع مني الى النهاية ووعدني خيرا وقال راجعني بعد اسبوع
بعد اسبوع جئت الى حسن فقال لي موظف الاستعلامات انه في اجازة مرضية مدة شهرين
قلت له اذن اصعد الى قسم الاعلام
قال ان ابراهيم غير موجود
قلت له اريد ان اطلب رقم هاتفه من احد الموظفين
وبعد جر وعر سمح لي بالصعود بشرط ان لا اصعد الى الطابق السادس
عندما دخلت المصعد طلبت من الشخص القريب من ازرار المصعد ان يطلب لي الطابق التاسع حيث يوجد مكتب الوزير فقال هذا المصعد حده الطابق الثامن ومن هناك ستجد سلما يصعد بك الى الطابق التاسع
عندما وصلت الى الطابق التاسع وجدت باب مكتب الوزير موصدا فطرقت الباب عدة مرات لم يرد علي احد
نزلت الى الطابق الثامن وسألت احد الموظفين فقال الوزير في اجتماع مجلس الوزراء فقلت له
اين مكتب الوكيل فقال في الطابق الاول
نزلت الى الطابق الاول حيث مكتب الوكيل وطلبت من الشرطي الجالس في بابه ان ادخل عليه فقال ممنوع
قلت له ولماذا
قال عنده اجتماع مع المفتش العام ست جميلة
قلت له انا اريد جميلة
قال لي انتظرها هنا
وبينما كنا نتحدث خرجت جميلة وهي تحمل عددا كبيرا من الاضابير فقال الشرطي هذه جميلة الحق بها
وبالفعل لحقت بها وهمت ان تدخل الى المصعد فاعترضتها وسألتها
انت جميلة ؟
فقالت انا المفتش العام
فعدت ثانية وسألتها انت جميلة فقالت انا المفتش العام وسألتها ثالثة انت جميلة فاجابت بنعم وقالت وهي غاضبة ما تريد ؟؟؟
قلت اين صارت قضية وثيقة مؤيد اللامي لقد مضى عليها اكثر من ٥ اشهر ؟؟؟

قالت هذا وزير

قلت وماذا يعني ؟
الا يحاسب الوزير عندما يكون قد ارتكب جريمة التزوير
قالت انك لم تأت لنا بكتاب من جهة معينة
قلت وما علاقة الجهة المعينة بالاخبار عن الجرائم ان من واجب اي مواطن علم بجريمة اخبار القضاء او اعضاء الضبط القضائي وانت احدهم

لم يثنها هذا الكلام واصرت على ضرورة ان أأتي لها بكتاب
بعد يومين مرا على لقائي بجميلة اتصلت بي الموظفة في عمادة كلية الاعلام واخبرتني بوصول كتاب من تربية ميسان يؤكد صحة صدور وثيقة مؤيد اللامي
فقلت يا سلام على النزاهة

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *