هل المشكلة في السياسة ام في المرأة نفسها ؟يفسر المحللون السياسيون غياب المراة عن المشاركة في نشاط فكري كالسياسة لكونها نشاطا تجريديا يفوق قدرتها , لكن ما عملت به المرأة اثبت عكس ذلك تماما .
تختلف نسبة مشاركة المرأة العربية في الحياة السياسية من دولة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر حسب منظومة القوانين والقيم والأفكار التي تسود المجتمع. وشهدت العقود الأخيرة زيادة واضحة في وتيرة دعوات تمكين المرأة وإفساح المجال أمام مشاركتها في الحياة السياسية.
وعلى الرغم من هذه الدعوات الحثيثة، إلا أن جهود انخراط المرأة في الحياة السياسية لا تزال تواجه العديد من العقبات.
ويرى بعض المحللين أن هذه العقبات تكمن في أمرين أساسيين، أولهما قبول المجتمع نفسه باضطلاع المرأة بدور قيادي، وثانيهما مدى انفتاح الأحزاب السياسية لإشراك المرأة في كوادرها.
كما يرتبط ضعف مشاركة المرأة، بضعف العمل السياسي العام في بعض الدول العربية نتيجة غياب تيارات سياسية وحزبية قوية وفاعلة ايضا , فأدوات التنشئة في المجتمعات العربية ايضا لها دور في اعاقة المرأة و تحتاج إلى التنقية، لأن القوانين وحدها لا تكفي، بل نحتاج كذلك إلى ثقافة تساعد الناشئ على تبني سلوكات جديدة تجاه النساء تنبذ العنف وتؤمن بالمساواة الكاملة، وتنتصر لحق المرأة بالتواجد في الفضاء العام .
ان السبب الحقيقي وراء غياب المرأة عن العمل السياسي هو ان الرجال ببساطة لا يريدون ذلك فلو برزت في مجال السياسة بكل قوتها فسيكون على الرجال ان يغسلوا ملابسهم بانفسهم وستقوم نساؤهم بحل قضايا السلام العالمي , يمكن ان انخراط النساء في السياسة خطيرا ايضا ولا يكون بصالح القرار السياسي الخارجي كما حدث عندما قامت الولايات المتحدة الاميركية باحتلال العراق عام ٢٠٠٣ فان ٧٢٪ من نساء الولايات المتحدة الاميركية عارضت قرار الرئيس الاميركي (جورج دبليو بوش).
وتتفاوت نسبة مشاركة المرأة العربية في الحياة السياسية ومستوى هذه المشاركة من دولة إلى أخرى.وطبقا لإحصائيات المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية، حول انتخابات عام 2014 في تونس، وهي أول انتخابات برلمانية تعقد بعد الثورة، كان “عدد النساء المشاركات في الانتخابات البرلمانية 76 امرأة بنسبة 35% من أعضاء المجلس وهذه أعلى نسبة تم الوصول إليها في تاريخ تونس .
اما في السعودية، تمكنت المرأة من الفوز بنحو 20 مقعدا في أول انتخابات بلدية تشارك فيها عام 2015.اما العراق فتمكنت من الفوز 97 امرأة في انتخابات مجلس النواب التي جرت في عام 2021،
أن الرسالة الحقيقية للمرأة لن تتوقف عند دخولها إلى البرلمان، بل يتعين على جميع النساء مواصلة الجهود للمشاركة في مختلف مراحل العملية السياسية وصنع القرار.
نجاح هذه المجموعة من النساء في الوصول إلى البرلمان الجديد، هو نتاج طبيعي لجهود تلك النسوة اللائي أبدين شجاعة وإصرارا للمشاركة الفاعلة، وإن تجربتهن اليوم هي انتصار للمرأة العراقية ومحط فخر للجميع .
يعد مستقبل المشاركة السياسية والمجتمعية للمرأة متوقف على المرأة ذاتها ومدى قدرتها على التصدي لمحاولات تهميش دورها في المستقبل من قبل بعض القوى والنخب السياسية، ومدى قدرتها على الحفاظ على المكتسبات المجتمعية التي نالتها سابقا والتي جاءت نتيجة نضالها الطويل، وليس منحة أو هبة من أحد.