بدايةً كنت من اشد المعارضين للسيد المالكي في فترة حكمه التي دامت ثمان سنوات ، عملت على تدويل قضايا كثيرة من خلال منظمات دولية ، بل كنت ولازلت من اشد المعارضين لشكل النظام السياسي الذي فصّل على مقاس الاحتلال الامريكي والايراني على حد سواء ومن جاء معهم ولكن السؤال بما اننا لازلنا مكبلين بأغلال هذا النظام السياسي البائس والخيارات امامنا محدودة لذلك اقول ، ماذا لو شكّل المالكي الحكومة؟
من الواضح للجميع ان هذه الدورة النيابية لا تشبه مثيلاتها التي سبقت حيث الصراع السياسي الشيعي الشيعي محتدم والانقسام السني واضح والكردي ليس بحالٍ افضل لذلك الى هذه اللحضة ليس هناك توافق سياسي لكنه قطعاً سيحدث في حال تشكيل الحكومة وفي نفس الوقت هناك قاعدة جماهيرية عريضة لا يستهان بها انسحب ممثليها من مجلس النواب وهذه مشكلة كبيرة لا يمكن احتوائها او كبح جماحها الا عبر احراج محركها وذلك يتطلب منجزات على ارض الواقع تبدأ بخطة اصلاحية حقيقية الهدف منها ليس سامياً بل تحدياً للاخر .
بعيداً عن المجاملات والتصريحات عبر الاعلام ، العداء ما بين السيد الصدر والسيد المالكي عداء شخصي ، اما الاول فقد اشهر عدائه لاسيما دعوته لكل قوى الاطار التنسيقي للمشاركة في الحكومة باستثناء دولة القانون حيث نسف في هذه الدعوة ما يسمى بحكومة الاغلبية ، اما الثاني قد يكن له العداء باطناً لكنه تعامل معه سياساً من مبدأ ليس في السياسة عدو دائم ولا صديق دائم .
في هذه المرحلة ومع هذه الاحداث المتسارعة وفي ضل الموجود حيث لا خيارات اخرى اضافة الى احتدام الصراع انا شخصياً اعتقد ان المجرب يجرب تحديداً في هذه المرحلة وليس غيرها وهذه وجهة نظر شخصية مبنية على كل ما ذكر اعلاه لاسيما وان المالكي اذا ما شكل الحكومة هدفه الرئيس هو اثبات وجود وتفنيد اتهامات واصلاح اخطاء احرجاً لخصومه ، لذلك اكرر انما هو تحليل ووجهة نظر شخصية ان حدثت قد يستفيد العراق وشعبه من الصراع والتحدي ما بينهم وان اخفق انما هو السقوط الحر الذي اتمناه لهذا النظام السياسي برمته.
{ عن مجموعة واتساب