كتاب موسوعي جديد يضاف الى الانجازات الفكرية للاستاذ الدكتور جاسم حلو البوحمد الجزائري الموسوي.
يقدم المؤلف في كتابه عرضا شاملا عميقا لظاهرة اجتماعية مهمة تستحق الدراسة والتأمُّل والتأطير ، وقد سلط الضوء على العلاقة بين العشيرة والشريعة والقانون ، وأبعاد هذه العلاقة وانعكاساتها على الفرد والمجتمع والدولة.
ولعل أهم مزايا هذا الكتاب الرصين تتمثل في تأصيل الظواهر والسلوكيات والعادات والتقاليد المرتبطة بمفهوم العشيرة ، وتقديمها الى الاجيال الحالية والمقبلة ، للاستفادة من دروس الاباء والاجداد الذين كانت حياتهم كلها تدور في فلك العشيرة ونفوذها وسلطتها وتقاليدها.
الأشكالية التي يثيرها المؤلف المفكر في هذا الكتاب تتجسد في تأثير التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في النظام العشائري ، وتطور المجتمع من سلطة العشيرة الى سلطة الدولة ، ضمن اطار الشريعة الاسلامية والقوانين والدساتير الوضعية الحديثة. فيطرح سؤالاً مهماً في هذا الصدد يمثل محور الكتاب وهو : ما نوع العلاقة المفترضة بين العشيرة والشريعة والدولة والقانون ؟ .
يتضمن الكتاب صورة شاملة وتفاصيل تاريخية عن جذور الظاهرة العشائرية ، ما يرتبط بها من سلوكيات مختلفة ، بكل أيجابياتها وسلبياتها ، وتقييما موضوعيا ونقدا جريئاً للظواهر التي أصبحت مسيئة لسمعة العشائر وشيوخها . ومن ثم كيف ينبغي أن تكون العشيرة ركيزة أساسية في النظام الاجتماعي وخدمة المجتمع.
عندما يكتب الدكتور الموسوي بهذه الطريقة العميقة الموضوعية عن الظواهر العشائرية ويرصدها برؤية المثقف المفكر فهو بدون شك يؤكد دوره التنويري التوعوي الارشادي في مواجهة الاتحرافات والتجاوزات الاجتماعية .
وقد جمع المؤلف ــ كما عرفته ــ في شخصيته خصلتـين ايجابـيتـين :
أولاهما – التفكير العلمي الأكاديمي كأستاذ جامعي معروف.
وثانيتهما – الاندماج ضمن المجتمع والاهتمام بقضاياه وتعزيز صلة الرحم والقربى
مع أفراد عشيرته، ورسم صورة مشرقة لرجل العلم عندما يكون وسط المجتمع.
نبارك البروفسور الدكتور جاسم حلو الموسوي على هذا الانجاز الذي يستحق التكريم والافتخار من قبل زملائه وأصدقائه وطلبته.
اصدار: دار آراء للطباعة والنشر والتوزيع بغداد ٢٠٢٢