-1-
الحج بالمال الحرام ليس شيئا جديداً اكتشفناه في أيامنا الراهنة وانما هو أمر موجود للاسف عبر القرون السابقة .
ومن هنا قيل :
ما أَكْثَرَ الضجيجَ وأقلُّ الحجيج .
-2-
وعلى الذين استطاعوا عن طريق القرصنة واللصوصية أنْ يجمعوا الثروات والأموال الضخمة أنْ يفهموا أنَّ الحج بالمال الحرام لا يمكن أنْ يكون مقبولاً عند الله حيث ان الله تعالى لا يتقبل الاّ من المتقين .
-3-
وكان على جامعي الأموال بالطرق اللامشروعة تسوية الحسابات مَعَ مَنْ امتدت ايديهم الى أموالهم فخانوهم وغصبوهم بُغيةَ إرجاعِ ما نُهبَ اليهم وانهاء المفارقة الشرعية باستحواذهم على الأموال العائدة لاولئك المسروقين .
ولكن – وللاسف الشديد – لن يتم شيء من هذا القبيل بين السارقين والمسروقين في غالب الحالات ..!!
-4-
يقول أحد الشعراء ناقداً ومهاجما اولئك الذين يتظاهرون بالدين ويحجون بالأموال الحرام :
يَحجونَ بالمال الذي يجمعُونَهُ
حراماً الى البيتِ العتيقِ المحرّمِ
ويزعم كُلٌّ أنْ تحط ذنوبُهم
تُحَطُّ ولكنْ فَوْقَهُم في جَهَنَمِ
ولقد أجاد وأبدع في ما قال
-5-
ان العراق الجديد شهد موجه من النهب المنظم لثروته الوطنية على بعض مّنْ نزوا على مواقع السلطة، وسارع الكثيرون منهم الى السفر للديار المقدسة وتتستروا باسم الحج والدين ..!!
ولكن ما معنى الحج بالمال العام ؟
انّ الحج لا يجب الا على المستطيع ماليا وبدنيّاً، والمستطيع هو الذي يملك نفقات الحج ذهابا وايابا دون ان تكون أمواله مشوبة بالحرام
وأين هذا من ذاك ؟
-6-
وأضافوا الى تلك الممارسة المستنكرة تقدمهم على المواطنين العراقيين الذين هم بانتظار الحصول على الفرصة المواتيه لأداء الحج .
وقد امتدت أيديهم للاستحواذ على استحقاقات بعض المواطنين العراقيين في مظهر صريح لتجاوز الخطوط الحُمُر .
-7-
إنّ مِنْ أعظم الابتلاءات الابتلاءُ بمن لا يعبأُ بالخطوط الحمراء، ويمارسُ اختراقاتِه لها دونما خجل او وجل ، وهذه هي احدى المصائب الكبرى التي تعاني منها البلاد والعباد .