مضت السنون سراعاً ووصلت الرحلة نهاية المطاف فحان موعد الترجّل وآن للمسافر أن يستريح بعد طول عناء حييت أيها المتفاني فقد أعطيت ما بوسعك ووفيت وأديت الأمانة فأنت المعلم الذي صنع الأجيال وأنت القاضي الذي حكم وأصلح وأنت الطبيب الذي رسم ابتسامة الشفاء وأنت المهندس الذي سخر علوم الطبيعة ونظرياتها لدفع عجلة الحياة وأنت الاداري الذي حول الأفكار والخطط الى مناهج وأوامر وجداول أعمال وأنت العامل الذي حمل العبء الأكبر في مسيرة الحياة و أنت المقاتل والشرطي الذي أوجد الوسادة الآمنة التي يغفو عليها كل هؤلاء … لم تنته قصتك مع الحياة بل بدأت صفحة اخرى فقد وهبك الله عمراً نهلت فيه من العلم واستأثرت من التجارب ما يؤهلك للعب دور آخر لا يقل عن سابقه فالنضوج الفكري والحكمة والخبرة الحياتية تجعل منك مثالاً للاستقامة ومنهلاً وأيقونة لمن قصد المعرفة والاستزادة .. رحلتك القادمة سترسمها بنفسك وستختار محطاتها بوحي أفكارك وستختار أصحابك بملئ ارادتك فقد تجاوزت زمن العبودية وفرض الوجوه وفرض التوقيتات والخيارات الصعبة … كن واثقاً بنفسك كل الثقة وانشر الخير و انتقد الأخطاء.. واسدِ النصح للآخرين … قل لمن حل محلك ليستكمل الدور أن الأيام دول و(لو دامت لغيرك ما وصلت اليك) … قل لمن يبغي جاهاً ومجداً زائفاً ومنصباً آنياً وزخرفاً زائلاً أن الدنيا متاع الغرور واني (لبست بها فأبليت الثيابا) .. قل لمن أسعده رحيلك أن الاناء بما فيه ينضح وأن (فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه). أدِ ما فرضه الله عليك من عبادات كنت تجعلها آخر اهتماماتك بذريعة العمل والانشغال فهناك حياة اخرى تنتظرنا هي حياة الخلود .. اجمع صفحات قصتك مع الحياة ومشوارك الطويل بكل محطاته مذ وطأت قدماك عتبة باب المدرسة الابتدائية وحتى أخر ساعة في يوم عملك الرسمي لتكون كأرشيف شخصي أو مشوار حياة مشرف تفخر بانجازاته.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *