نعم .. لا تستغربو من العبارة في العنوان والتي دون شك انها مستقاة بتهكم من المثل او المقولة الدارجة ( الباب يفوت جمل ) والتي طالما استخدمناها في الدلالة على امكانية الطرد وبكل سهولة لمن لا نرغب فيه ولا يرغب هو بما نرغب فيه مجتمعين ..

وكي لا اخوض في غمار مقالتي بغياهب العبارات المبهمة دون توضيح سأدخل في صلب الموضوع ..

أمل .. امرأة عراقية طاعنة في السن لايمهني ما دينها او مذهبها او قوميتها ولكن ما يهمني انها مواطنة من بلدي ادت ما عليها من واجبات المواطنة ولم تحضى بحقوقها منها .. كيف ذلك ؟ .. سأجيبكم .. ببساطة أمل ومثلها الكثيرات وجدت نفسها مرمية في الشارع بعد ان عق بها ابنائها وبناتها واغلقت بوجهها ابوابهم ولم تتسع لها بيوتهم بعد ان اتسع قلبها لهم جميعاً فضاقت بها السبل وعانت شضف العيش وأعتاشت على فتتات بقايا الاطعمة في زمن ال(لا) رحمة .. وصلنا خبرها فقمنا بطرق ابواب المعنيين علها (تفوت) .. أمل .. وكلنا أمل بذلك .. فتحت لنا الابواب ولكن بفسحة ضيقة لا تتسع لحل مشكلة أمل .. فبتنا نكلم هذا ونحاور ذاك وفي كل مرة نجد أنفسنا نصطدم بجدار الروتين الذي يكلل السلطتين التشريعية والتنفيذية ولم نذدخر جهداً في شتى السبل حتى اننا اعتمدنا الطريق الرمادي ( طريق الواسطة ) وهو الاخر لم يوصلنا لمبتغانا البسيط وهو ان (يفوت) باب دار المسنين أمل التي لاتزال تفترش العراء وتلتحف البرد في شتاء لا يرحم .. والسبب حسب ما يدعون هو الشروط والضوابط والتي تنص على ان يقوم احد ابناء المسن او المسنة بجلبه الى الدار ويتعهد بأوراق رسمية يوقها على سلسلة امور صارمة عوضاً على الشروط التي يجب توفرها بالمسن بما يضمن راحة القائمين على الدار والعاملين فيها !َ.. والمشكلة الكبرى هي ان لدينا مجالس محافظات وبرلمان وسلطة تشريعية تحترم حرية الرأي وحقوق الانسان (في الاحلام) وتعمل على تذليل العقبات امام المواطن ..

أمل .. وغيرها لا يزالون في الشارع .. والمسؤولون يمرون كل يوم من جوار الرصيف الذي تفترشه .. لكنهم ربما لايرونها جراء سواد نظاراتهم الشمسية وسواد ظلال زجاج سياراتهم الفارهة ..

خلاصة الكلام واعصبوها برأسي .. تباً لهم .. وسيأتي اليوم الذي يقول لهم الشعب .. الباب (يفوت) جمل .. والباب (يفوت) أمل .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *