تسمح لنا الفجيعة الشعور بالخدر…
اشبه ظلال القبور، روحي الملتهبة تبحث عنك في خيوط الصباح، و زوبعة دخان المساء، تتلاشى عند قدوم روحك، وعطرك الفواح يلفني ويرقص، تذوب من فرط خجلها قطرات الندى، العصافير تترنح وتندثر عمالقة الغربان، يا اللهي الفجر شاحب كما وجهك، انت ايها البعيد امواجك تلوح لي وانفاسك ها هنا بصدري، وقاربي تسري فيه الاوراح والعشب اسود، تتراص فيه الجنائز يا خيبتي غابات شعري غيمة للبراري ووحشتها، وغصن جسدي التواق الى ارجوحتك، يصفر ويزأر، ايتها البحار المنعشة الكاذبة، ايتها السماء الوديعة، انا سليلة المجانين، في الضوضاء روحي طيبة واليفة، احب ذلك الشبح المنسي في جزر الخرافة والاساطير، عيناه تشبه الزيتون الاسود و على وجهة مغامرة جسورة، يا لنفحات انفاسك نعناع قطف من براري شفاهك، انا مثقلة بالرعب والرغبة، بسهولة اغور في العاصفة الرهيبة دون استعراض، ما زال رأسي يدوي بقبلاتك الاخيرة، ونهري الحار يتدفق ويرتجف عند الظهيرة، وانت البعيد هناك ظلك يرتعش وتروضه الالهة.
الحرب نكتة فاجرة، سألعنها واعلن الحب…
أحبك بحجم خراب وطني
بعدد المفخخات التي فجرت، شوهت اجسادنا
احبك بحجم الفجيعة
احبك بعدد الرصاص القادم الينا من المجهول
احبك بعدد المدافع، البنادق، والدبابات سليلة التنانين
احبك بحجم حزن بغداد
احبك بعدد الجنود الهاربين من الحروب،
بعدد صور الشهداء المعلقة على اعمدة اسلاك الكهرباء،
بعدد المغيبين تحت يافطة “المفقودين”،
بعدد اليتامى وبالونات العيد،
بعدد النجوم المشوهات، العاقرات، العاريات، الغارقات في فضاء الوحدة.
احبك بعدد المحاربين العائدين الى اوطانهم بعين واحدة،
يد واحدة، ولسان يلعن القادة والدم،
احبك بعدد الضفائر الندية المصلوبة
على الابواب المدعية بالفضيلة والشرف.
احبك بحجم الخنادق المملوءة، بالذخائر المنتهية الصلاحية
احبك بعدد رسائل الرصاص..
احبك بعدد الهامات التي اختارها القناص لتضيء دهاليز العقيدة، احبك بعدد الخوذ المثقوبة وانين قيامتها المفزع، احبك بعدد اثداء النسوة العاقرات الهاربات نحو الشمس، احبك بحجم رحم الارض واجنتها
بعدد اناشيد الحرب والطفولة
احبك بحجم قلبي وربه…
في غيابك لقنت روحي الشهادة
اشهدُ انك وليي وقبلتي
وخليلي ومؤنسي
و قيامتي ومبعثي
اشهدُ انت الاقرب الى نبض قلبي
من الكهنوت وشرائع الرب، من العقيدة والمذهب
اشهدُ انك السماوات المذابة في اوردتي
وانك اليقين الذي هديت قلبي للقيامة.