ليس كل مايتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن شعر قاله المتنبي وراح مثلا يقتدى به كلما لم يبلغ الانسان مقصده واهدافه ،وكما يبدو ان حال السياسيين في العراق اصبح ينطبق عليه هذا المثل وما قاله المتنبي قبل قرون من الزمن اذ ان هذه الاحزاب منت نفسها بالتربع على عرش العراق الى ماشاء الله ، واذا بها تختلف وتتصارع فيما بينها من اجل مزيد من المغانم والامتيازات غير المشروعة ، ويعيدون على تولي المسؤوليات ناس جربوا حظهم وفشلوا في اداء الواجب وكان همهم اولا مزيد من المصالح الشخصية وانتهاكات ما انزل بها من سلطان ، على حقوق الناس وثروات البلاد والعبث بها بلا وازع ضمير ، فهل نتوقع استمرار هذا الحال على البلد؟ وهل سيتمكن هؤلاء من خدمة البلد والناس لقد اعمى الله عيونهم وافقدهم بصيرتهم وتوهموا ان الشعب نائم ولا يراقب افعالهم؟
المؤكد وفي قراءة موضوعية منصفة انهم لا يقدرون على تلبية مطالب الشعب وستجري الريح عكس توجهاتهم بعد ان ادرك الشعب حقيقتهم ولعنهم القاصي والداني ورفضهم الشعب كونهم بعيدين كل البعد عن تطلعاته وامالهم في حياة حرة كريمة وما شهده العراق في الايام الماضية يؤكد رغبة الشعب في الخلاص والتغيير ومحاسبة السراق الذين نهبوا خيرات البلد ، فهل يدرك من يمتلك ذرة من الوعي ان الشعب العراقي صعب المراس وانه عندما يقول يفعل ، وانه مقبل على ثورة شعبية شاملة لا يفلت منها احد ممن يريدون ضياع هذا البلد وتخلفه ونهب خيراته والله من وراء القصد