منذ ان كنا صغارا ونحن نرتعب عاما بعد اخر من قصص اهوال ومصاعب امتحان (البكالوريا) الوزاري ،فقد كان كابوسا يقترب رويداً رويدا منذ ان نخطي عتبة المرحلة الاعدادية، وجميعنا يعلم قصة ذلك الطالب الاجنبي الذي ابتلاه الخوف بدموع مالحة في الامتحان النهائي للمرحلة الاعدادية،فكانت دموعه هي تسمية شاملة لجميع الدموع التي ذرفت ولازالت وستستمر الى مالانهاية!!!! ف(البكالوريا)هي نفق الرعب الذي يدخل فيه الطالب بأرادته ليتعرض لشتى انواع العذاب النفسي العلمي منه والادبي، من مخترعين عملوا ودرسوا وسهروا ليالي طوال (دون بكاء) لينهلوا علينا بحارا من العلم،نغترف منها بدموع الخوف علومهم تلك،فلله درهم بدءاً من سيبويه والخوارزمي مروراً بجاليلوا وجابر بن حيان انتهاءً بآدم سميث و إبن خلدون!!!! ومع اقتراب موعد البكاء السنوي، واهمال وزارة التربية (والتجهيل)لجميع الفروض الواجبة عليها تجاه ابنائنا الطلبةمن عدم توفير مراكز امتحانية قريبة واهلاك الطالب بدنياً بطول الطريق اللازم للوصول الى المركز الامتحاني،وارهاقه مادياً بمصاريف المواصلات ،واهمال الامانة التي بين ايدي المسؤلين وعدم الاكتراث بمشقة الابناء والاهالي على حد سواء وتسريب الاسئلة (بأعصاب تحت الصفر المئوي)،فأنا ادعوا اولياء امور تلاميذنا الاعزاء الى (تسليم امورهم لله الواحد) والدعاء من الله بسلامة الطالب صحياً ونفسياً وعقلياً ومن ثم الحصول على المعدل الذي يخطي به خطوة خارج سجن(البكالوريا)!!! فنحن اليوم لا نسعى الى العلم بالكتاب والقلم،بل نحن في جهاد ومعارك نخوضها دون سلاح،فكيف لنا اليوم ونحن نرى باعة متجولون من خريجي الكليات والحاصلين على البكالوريوس في اصعب الاختصاصات ،كيف لنا ان نزرع حب العلم في نفوس اولادنا وهم يرون اباءهم وامهاتهم لم يجنوا الا ورقة بختم حكومي تتزين ببرواز ذهبي مركونة بحزن على جدار عتيق!!!! كيف لنا ان نقنع طالب اليوم وهو يرى جهلة العصر يستجمون في المالديف بأن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة!!!كيف لنا ان نؤكد له ان العلم نور والجهل ظلام وهو يرى بملء عينيه بلاد العلم والمعرفة غارقة ببحار الظلام!!!!انتبهوا لاولادكم من نتاج خوفهم ،اياكم وان تخسروهم ،حاولوا ان تقنعوا اولادكم بأن النجاح الحقيقي هونجاحهم لاجلهم، لذاتهم ،لشأنهم وشخصيتهم،وانسوا امر الدرجات التي تتخطى حقل العشر الاخيرة من سلم الارقام وارضوا بقليلكم(فمن رضي بقليلوا عاش)…بلادنا اليوم ليست بحاجة لمزيد من الاطباء والمهندسون والمحاميون والعباقرة،بلادنا اليوم بحاجة لارواح ابنائها لتقليل حالات الانتحار بسبب الخوف والفشل،فعندما يكون العلم احد اسباب الموت ،عندها نكون قد اخترقنا عالم الجهل بقوة…امنياتي القلبية لجميع طلبتنا الاعزاء بقضاء امتحانات وزارية رحيمة، وان تضحك الاقدار في وجوههم ويكف (لوريا)عن البكاء…

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *