كتب الأعلامي المبدع الأستاذ مجيد السامرائي على صفحته في فيسبوك وأنا في غاية الضجر يكتب لي أحدهم..أضرب عمي أنت محظوظ شكو عليك! من هو المحظوظ عناوين تصلح أن تكون أستطلاعا أستقصائيا صالحاً للنشر..أنس العجاج وريح بالك!) ولو أخذنا بهذه الرغبة على عمومها فأني أعتقد من وجهة نظر شخصية أن الحظ ليس لزاماً ورقة يانصيب رابحة ولاميراثاً متروكاً ولا كنزاً أوخاتماً مارداً يسلمه القدر لمن يشاء فينعم به صاحبه كما يشاء وأنما هو خرق عارض لناموس التطور والأرتقاء أو فرصة عارضة تقدمها المصادفة الى الأنسان فتتيح له تخطي أقرانه ونظرائه دون مبررعدل سابق أولاحق ، أن جمال الأجتماع يقضي بأن يكون تفاوت عظيم بين الحظوظ في النوع والدرجة وليس في هذا التفاوت ظلم بالأعتبار العلمي فالعلم لايعرف معنى الظلم لان الحجر الكبير أذا وقع على مثله الصغير يسحقه وليس في سحقه أي ظلم أوقساوة ،ولو سألنا أما كان لهذا الاجتماع أن يقوم على أساس أقرب للعدل والمساواة من أسسه الحالية؟ الجواب بالنفي لأن من مستلزمات كل جسم حي أن تكون لأعضائه وظائف مختلفة ومتعددة، ولو أخذنا برغبة الأستاذ مجيد على المخصوص فلنجد من يكفف الدمع على الحال ومجموعة تصب جام الغضب على الحكام وآخرين يشتكون لصاحب الجلال ، ربما من حقوق الناس الشعور بالظلم والخذلان فأغلب الذين ركبهم الحظ ليس من الفرسان وليس من قادة البشر فلا ذكاء ولارخامة صوت ولاسحر أو جمال فقد أجهضتهم أمهاتهم في عصر دون عصرهم وقارة دون قارتهم وأنتسبوا الى أمة دون أمتهم وطائفة دون طائفتهم فلا مواهب ولاشمائل لكن التاريخ كان عند هواجسهم وأحلامهم فصاروا من الأعيان وأكثرهم رعيان .الحظ ليس أسطورة الأجيال كما جزم آرثر تشامبرلين لكنه هبة أستثنائية من هبات الوجود والمجتمع ، أنه سر نجاح بعض الاشخاص .شكراً للمحاور دون ملل الأستاذ السامرائي الذي أتاح لنا فرصة الحديث عن الحظ .