يبدو ان الحل الامثل والاوفق للمسألة العراقية بعد كل الذي حدث في هذا البلد من كوارث وويلات ، وهذا الانهيار الحضاري الذي دمر البلاد واهلك العباد ،،، ولو ان الذي ساذكره هو قد يكون اصبح الان ضربا من الخيال ، الا ان هذة هي الحقيقة التي اثبتتها وقائع الاحداث في تاريخ العراق الحديث ،،، وهو عودة مجتمع المدينة المتحضر لادارة الدولة والمجتمع ، كما كان الوضع قبل انقلاب17/تموز/1968 ،، وهذا يتم من خلال الاتي :- ((اولا)) ان تكون القوى والاحزاب العاملة على الساحة والشخصيات المهمة السياسية ، هي اقرب الى الاتجهات الليبرالية او العلمانية والعصرنة والحداثة ، وبعيدة عن التوجهات القومية والدينية التي كانت سببا مهما في تأجيج الصراعات الدموية طيلة اكثر من اربعين سنة ،، وما نظام صدام والنظام الحالي عنا ببعيد . ((ثانيا)) ان يكون مسؤولي الدولة واهل الحل والعقد فيها من عوائل عريقة في الجاه والثراء وبعيدين عن عقد العوز والحرمان والدونية والنقص ، او شرعنة القتل وسفك الدماء والسرقة والاختلاس والتزوير والفرهود والتملق والتلون والدجل والكذب والغش . ((ثالثا)) قيادة الدولة وكبار مسؤوليها يجب ان يكونوا من المجتمعات الاكثر تحضرا ومن المركز الحضاري الاول وهو العاصمة بغداد (بغادة اصلاء ) ويمكن ان يكوا من متحضري المحافظات الرئيسيه ، ولكن على شرط ان كانوا من بغداد او من خارجها ان يكونوا من عوائل لا تحمل لقبا قبليا او عشائريا وانما تكون الالقاب شبيهة لالقاب اقطاب الدولة في عصورها الذهبية كما كان الحال ابان العهد الملكي ، مع وجود استثناء ،،، حتى نجنب بلدنا الحروب وسفك الدماء والسرقة والنهب ، والفوضى ودولة الا قانون ولانظام وكل ماهو سيئ ولعين مر به العراق خلال الاربعين سنة الماضية ومازال يحدث لحد الان . ((رابعا)) اصدار قانون اجتثاث التعرب والاعراب من العاصمة العراقية وكل الممارسات والنشاطات التي تندرج ضمن هذة الظاهرة ، والتي تتعارض مع روح القواعد الفقهية للقوانيين الوضعية الحديثة التي تنظم حركة الدولة والمجتمع ،،، او التي تتقاطع اصلا مع روح الشريعة الاسلامية ، واستنادا الى الايات القرانية الكريمة ، كقوله تعالى (الاعراب اشد كفرا ونفاقا) ،، او الاحاديث الشريفة المتعلقة بهذا الخصوص ، كاعتبار الرسول الكريم (ص) (التعرب بعد الهجرة) اي العودة الى الجاهلية الجهلاء بعد ظهور الاسلام العظيم ، هي واحدة من اشد الكبائر ، والتي كانت في الواقع وراء تنامي الروح العدوانية والعنف وتصاعد معدلات الجرائم الجنائية وبشكل غير مسبوق ، وسفك الدماء في المركز الحضاري الاول بسبب تصاعد الصراع القيمي (نظرية المرحوم العلامة الدكتور علي الوردي ) .