الاطماع التوسعية حق مشروع للأمم القوية، التي يصل طموحها لما بعد حدودها ، حيث تتحول الأمم الضعيفة لتابع مطيع
“حدودك يا إسرائيل مابين الفرات والنيل” لعله اكثر من شعار شعبوي، فكيان حديث نسبيًا في تاريخ الدول، اصبح يشكل خطرًا حقيقيًا على اعرق البلدان واقدمها، بلاد مابين النهرين حضارة الانسان الأول وأول من سن القوانين وخط سطور الكتابة، وأيضًا ارض النيل بلا الفراعنه معجزة وايقونة التاريخ
اليوم الحديث في الكواليس السياسية عن تطبيع العراق مع إسرائيل ، وان بعض المظاهر السياسية التي طفت على السطح كؤتمر كردستان ، ليست الا إشارة بسيطة جدًا لما يدور في العمق، من تشبيك علاقات، وعقد صفقات، ونشاطات مموهة.
الهلال الإيراني
الهلال الشيعي او الهلال الإيراني، الذي يشكل العراق فيه محورًا فيصلياً ، لبلد ذو طموح توسعي.
فإيران المتواجدة عسكريًا وسياسيًا واقتصاديا في العراق، لا يمثل لها العراق مجرد جوار جغرافي، وعمق امني واستراتيجي، انه اعمق من ذلك بكثير.
فالعراق هو قلب ايران وعمقها العقائدي ، من يسيطر على العراق يتحكم بايران، فاتصال طهران بالنجف اتصال الابنة بامها، انه المرجع العقائدي للثورة والنظام الإيراني، فهل تتخيل ان تصبح العراق صديقًا لعدو ايران الإسرائيلي!
هذا الاشتباك الإيراني – الإسرائيلي على اهم مناطق النفوذ الإيراني، يظهر واضحًا وسط التجاذبات والاتهامات السياسية العراقية، بين فصائل التيارات السياسية .
حيث تتكرر تهم التطبيع، والتنسيق مع إسرائيل وزيارتها، وتمر دون هزات كبيرة، فمجرد تكرار الاتهامات تعمل على تهيئة الرأي العام لعلاقات سياسية مستقبلية مع إسرائيل ، فيبدو الامر عاديًا ومنطقياً.
فهناك حركة تطبيع ناعمة تتشكل في دهاليز السياسة العراقية، وربما لوبي إسرائيل -عراقي، ولعل قانون تجريم التطبيع ماهو الا نتيجة ، تؤكد ان هذا التشكل الناعم بلغ قوته، ولم يعد يمكن وقفه، فجاء القانون كمعالجة عاجلة رادعة، لكن من يضمن ان يكون فعلا رادعًا ويطبق ؟ بل من يضمن ان لا يلغى اصلاً!؟
وقف التطبيع
هل تستطيع ايران وقف التطبيع في العراق! وهي صاحبة النفوذ هناك؟ لكن قبل هذا، لو كانت ايران فعلًا مسيطرة على العراق، فكيف استطاعت إسرائيل النفوذ وإيجاد شركاء !!
لا ننسى ان اقوى رجال ايران الحاج قاسم سليماني، قتل في العراق، في عملية دقيقة للموساد والقوات الامريكية ، مطلع العام 2020
لكن ان كان الموساد يخترق ايران نفسها، وايران هي من تعلن عن هذا الاختراق وتفكيك شبكات الموساذ، فهل من الصعب اختراق العراق! حيث لا سيادة ولا دولة ولا استقرار!
عاش العراق عقدين لحد الان تتلاحق عليه سلطات الاحتلال والاستغلال ، من أمريكا الى ايران، والان تدخل إسرائيل بشكل مباشر ،وعدم وجود الدولة القوية عسكريًا وأمنياً ومخابراتياً، سبب رئيسي في بقاء العراق ساحة مكشوفة ، ومطمع سهل.
ستكون إسرائيل غبية، ان لم تستغل، انكشاف العراق، وسهولة تجنيد كبار رجاله، فهو عمق استراتجي مهم، بسبب موقعه الجغرافي ، وثرواته، وقدرته على تشكيل القرار العربي، فهو ليس دولة هامشية حتى في اشد مراحل ضعفه. اضف ان عدم وجود المشروع العراقي الصلب، هو جزء من ضياع المشروع العربي الجامع، مع ان الواضح ان المشروع العربي اليوم هو التسابق على التطبيع مع إسرائيل ، وهنا تشكل دولة الامارات حلقة وصل في المنطقة بين العرب وإسرائيل
لكن تطبيع الإمارات والبحرين، ليس ذو قيمة كبيرة في خارطة الصراع العربي مع إسرائيل ، ولا يشكل فرقًا ، بعكس الحال، مع العراق، ليس فقط في حال تطبيع العراق، بل حتى بمجرد خروجه على الحياد ، فيما يخص القضية الفلسطينية.ولحين عودة العراق القوي الموحد، والدولة المركزية صعبة الاختراقات ، سيبقى صراع الهلال الإيراني والنجمة الصهيونية، احدى عناوين المرحلة العراقية.
ستكون إسرائيل غبية، ان لم تستغل، انكشاف العراق، وسهولة تجنيد كبار رجاله، فهو عمق استراتجي مهم، بسبب موقعه الجغرافي ، وثرواته، وقدرته على تشكيل القرار العربي، فهو ليس دولة هامشية حتى في اشد مراحل ضعفه. اضف ان عدم وجود المشروع العراقي الصلب، هو جزء من ضياع المشروع العربي الجامع، مع ان الواضح ان المشروع العربي اليوم هو التسابق على التطبيع مع إسرائيل ، وهنا تشكل دولة الامارات حلقة وصل في المنطقة بين العرب وإسرائيل
لكن تطبيع الإمارات والبحرين، ليس ذو قيمة كبيرة في خارطة الصراع العربي مع إسرائيل ، ولا يشكل فرقًا ، بعكس الحال، مع العراق، ليس فقط في حال تطبيع العراق، بل حتى بمجرد خروجه على الحياد ، فيما يخص القضية الفلسطينية.ولحين عودة العراق القوي الموحد، والدولة المركزية صعبة الاختراقات ، سيبقى صراع الهلال الإيراني والنجمة الصهيونية، احدى عناوين المرحلة العراقية.