قد يختلف صُناع القرار فكرياً وعقائدياً مع بعض البعض ولكن تجمعهم السياسة في اخر المطاف ، فأصدقاء الامس يصبحوا أعداء وكذلك العكس ، فلا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم ، وخير دليل على ذلك ما أفرزته ألانتخابات الاخيرة من وجوه لم يتوقع أن يكونوا يوماً ما سيكونوا متحابين متقاربين . فالسياسة فن لايتقنهُ الكثير من سياسيي الصدفة ، فهي فن الممكن والغاية فيها تبرر الوسيلة .

الفرق في السياسة بين الغرب والعرب هي النقطة فوق العين فقط ، فألأول درس أبجدياتها وفهم محتواها بصوره علمية دقيقة من أجل الفهم الكامل لاهدافها من خلال التنافس المشروع ، والثاني درسها كميدان للمبارزة والتسقيط والنيل من الاخر من أجل الاستحواذ على السلطة وبسط نفوذه من خلال الحاشية المحيطة به والمساندة له.

يعتبر أستقلال القضاء والمساواة وحرية النشر والتعبير والتداول السلمي للسلطة هي من أبرز مقومات بناء دولة المؤسسات ، التي تسعى لترسيخ مبدأ المواطنة، وبالتالي هي ركن من اركان الديموقراطية ، وبدون قضاء نزيه تتحول الدولة لكيان هزيل يحكمها أفراد وجماعات بدورها تقود كل مفاصل الدولة والحياة الاجتماعية. فهيكلية الدول تعتمد وتستند على الدساتير التي وضعت من أجل حماية حقوق شعبها ، اما اليوم فقد اصبحت هنالك دكاكين انتخابية تشتري وتبيع وتعقد صفقات داخل العملية السياسية .

لا ضير من أن يكون اول أكبر ألاحزاب الحاكمة في السويد هو الخاسر في الانتخابات ، اذا ماأختلفت رؤيته وأهدافه عن التي تعهد بتحقيقها لجماهيره ، ولابأس بأن يتحول من كفة الادارة الى كفة المعارضة من أجل تصحيح مسار الحكومة التي جاءت بدلا منه اذا ماواجهت تلكوئات او حتى فساد في احدى مفاصل الدولة .

وماأستقالة رئيسة حزب السوسيال الديموقراطي الاشتراكي منى سالين Mona Salin بسبب فضيحة تعبئتها لخزان سيارتها بمبلغ ١٠٠ كرون اي مايعادل ١٣ دولار او اكثر من بطاقة الحساب البنكي الخاص بالحزب ألا دليل صارخ على ان دولة ألمؤسسات لها كلمتها الفصل. اذ أعتبر الشعب واعضاء الحزب هذا التصرف غير مسؤول وسرقه للمال العام ولا يجب التهاون به.

بالمقابل لم يستخدم حزب المحافظين هذه الفضيحة للتسقيط السياسي من أجل اكتساح الحزب الاشتراكي الديموقراطي وكسب أصوات ناخبين جدد من داخله ، ولم يبادر بنشر صور منى سالين على الواتس أب لكي يشوه سمعتها بطريقه مهينة ، بل بأمكاننا القول لايوجد لديه جيوش اليكترونية تستغل عواطف الناس لكسب اكبر عدد ممكن من المؤيدين.

كنت أتوقع بأن ألأخوة السياسيين سيكونوا حرفيين بنقل التجربة السويدية وليست تجربة عادل أمام الدنماركية !!! لكن يبدو أننا لم نصل بعد لمرحلة النضج السياسي الموجود لدى تلك الدول التي قدم بعض ألسياسيين القابضين على السلطة منها .

خارج النص // هل سيثبتوا سياسيينا في ألايام القادمه أنهم منى سالين العراق أم أن الشعب سيكون له كلمة الفصل ؟

انتهى …

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *