أثار موضوع عمود الأسبوع المنصرم، حول شرطة المرور، اهتمام قارئة للصباح من مدينة السماوة، فكتبت ليّ سطوراً، تمنت الإشارة إليها، تتعلق بهندام رجل المرور، إذ تؤكد أنها لا تناسب هذا الإنسان الذي يؤدي واجبه بتفانٍ وشجاعة، يجعلاننا نصفق له وإلى قارئتنا العزيزة، أقول إنني أشاطرها الرأي، فحين نشاهد صور رجال المرور في سنوات الخمسينيات حتى سبعينيات القرن المنصرم، ببدلاتهم الأنيقة، وقبعاتهم المتميزة، ونقارنها بما نشاهده حالياً عند رجال المرور، نصاب بالخذلان، فشتان بين مظهر رجل المرور السابق وزميله الحالي، وأعني هنا على وجه الخصوص أفراد شرطة المرور، وليس الضباط الذين حافظ معظمهم على الأناقة والهندام اللائق، بينما نرى الأفراد، أعطوا لأنفسهم (مرغمين) الحرية في الظهور أمام المجتمع، فنرى هناك من ارتدى قميصاً نصف كم، والآخر بكم كامل، لكنه قام بطي كفة القميص، أو ارتدى قميصاً فضفاضاً من عند الكتف والصدر، بينما المفروض أن يغطي سوار القميص المعصم بشكلٍ تام، من أجل أن يكون مظهره مقبول رسمياً، وكثيراً ما لاحظت أن تلك القمصان تغير لونها من الأبيض، إلى لون آخر يميل إلى الإصفرار، وهذا دلالة على أن دائرة المرور العامة، لم تقم بتجهيز كمية مناسبة لمنتسبيها، كأن تكون أربعة قمصان لكل موسم صيفي، وكسوة بالعدد ذاته لملابس الشتاء، حتى يقوم رجل المرور باستبدالها بين مدة قصيرة وأخرى، والحال نفسه مع البنطال الغامق الذي نراه، إذ تحول عند البعض إلى لون آخر يميل إلى “القهوائي” بسبب وهج الشمس وتكرار الكي، ويسري قولي على القبعة أيضاً.
إن رجل المرور شخصية عامة، نراها في كل ساعات اليوم من الفجر حتى الفجر التالي، وأناقته وظهوره بشكل مناسب، وجميل يضفيان الطمأنينة المجتمعية، وإنني أضع على عاتق دائرة المرور مسؤولية كبيرة في إعادة إحياء الوجه الوضاء لرجل المرور، فهل سيعود الزي البهي والجميل والنظيف، لشرطي المرور.. نأمل ذلك!
————————————–