العلمُ والجهلُ نقيضانِ لا يمكن أن يلتقيانِ كخطينِ متوازيينِ ولكنَّهما يسيرانِ بطريقينِ مختلفينِ ويؤديانِ إلى هدفينِ متناقضينِ فأمّ الفضائلِ مسارُ الباحثينَ عن الحقيقةِ والنُّور، أما أمّ الرذائلِ فمسارُ التّائهينَ المعتادينَ على الظلمةِ والاتباعِ الأعمى ، فالقراءةُ بدايةُ العلمِ والكتابةُ ما يهذبهُ ويزيدهُ ويطورُ فروعهُ، والسَّماعُ على غيرِ هدى بدايةُ الجهلِ والاتباعُ الأعمى يرسخهُ ويراكمهُ ويزيد ظلمتهُ حتى يختفي النُّور ويكونُ غيرَ مألوفٍ ولا مقبولٍ وإذا استمكنَ السَّوادُ يتحولُ العقلُ إلى آلةٍ تدارُ عن بعدٍ تصدقُ اللامعقول وتكذبُ الواضحَ الجليَّ المعقول.
أم الفضائل أن تفكرَ بما تقرأُ وتسمعُ وترى لتحللَ وتقيمَ وتتَّخذَ القرارَ وتستجيبَ، لكنَّ أم الرذائلِ أن تستلمَ وتسلمَ عقلكَ لمن يديرهُ ويوجههُ بما يعودُ عليه بالنَّفعِ ويعودُ عليكَ بالاستسلامِ وعدمِ التَّفكيرِ والانقيادِ.