حين كنت اشاهد احيانا جلسات الاعتيادية وهي تبث عبر التلفزيون كنت اسال نفسي دائما هذا السؤال:اية سعادة يعيشها اولئك البرلمانيون الذين يتمتعون بامتيازات كبيرة.وتبدو سعادتهم واضحة جدا على وجوههم.وكنت افكر بذلك المكان المعزول المحروس بعناية شديدة اين يقع.بكل تاكيد هو في بغداد في المنطقة الخضراء لكن الحقيقة هي غير ذلك ابدا,اذ من السهولة ان يبتعد الانسان وبيته الى المريخ حين يخضع لحراسة شديدة لا تسمح لاحد الاقتراب منه.وهكذا يفقد المسؤول حسه الانساني,ويظل مبتعدا عن دنيا الناس في شوارعهم ومدنهم البائسة. في الواقع لم اكن اتوقع ان يصبح البرلمان في غضون دقائق الى مكان مفتوح للجميع.اختفى النواب السعداء ليدخل بدلا منهم بشر بسطاء محرومون من كل شيء.ومنذ ايام والبرلمان باسطورته صار تحت تصرف الناس,واصبح مكانا للاعتصام,ومقرا لعراقيين مختلفي الانتماءات يطالبون بتغييرات جذرية في العملية السياسة.
اصبح البرلمان السابق رمزا ومقرا لمعارضة تبحث وضع سياسي جديد.دخل جميع البسطاء مبهورين بابهة مبنى البرلمان بنافوراته,وغرفه الجميلة وقاعاته الفخمة..دخل بسطاء الناس وهم يريدون ان يغيروا وضعهم السياسي من ذلك المكان.
لقد فشل السياسيون طوال 18 عاما من تقديم حياة كريمة للعراقيين,والان صار مكان السلطة التشريعية بيد الشعب…اليس من حق الناس ان يصرخوا بعد اعوام صمت مليئة بالحرمان.