اللجوء الى الإعتصام والتظاهرات الذي كفله الدستور والقانون في أكثر بلدان العالم، حركة طبيعية بإمتياز إن دلت على شيء فإنما يدّل على حيوية المجتمع و فاعليته، فإنما يدّل على أن تلك الخارطة الجغرافية يعيش فيها أشخاص يدركون ما يقع على عواتقهم من المسؤلية تجاه أنفسهم وتجاه مسستقبل أجيالهم.
هذه المسؤلية نقطة جوهرية بإتجاه الدفاع عن مؤسسات الدولة وترسيخ أركان دولة مؤسساتية تضمن حقوق الكل وتؤمن مكونات حياة كريمة لائقة بأبنائها.هذه المسؤلية نقطة حاسمة في عدم تهيء أرضية خصبة يظهر الفساد فيها وينخر مفاصل المجتمع الحساسة، ويخيب آمال أبناءها ويشلل الحياة بشبه كامل.
العراق لايخرج من هذه المعادلة ، بل وبحكم تاريخه القديم والحديث، يتطلب أن يكون أبناءه على أكثر دراية بثقافة الإعتصامات والتظاهرات من أي بلد آخر، السبب بسيط جداً وهو أن هذا البلد يحتاج الى جيل واع يقف بالمرصاد لكل ما يصدعه من هنا وهناك، أن هذا البلد يحتاج الى ثقافة تدافع بها عن ذاته بمنتهى السلمية من خلال اعتصاماته وتظاهراته المختلفة.
المتظاهرون أو المعتصمون أو الثوار، سم ما شئت، يفوزون عندما لجؤوا الى السلمية في احتجاجاتهم، ويدافعون عن الممتلكات العامة والخاصة، ويرفضون اللجؤ إلى أي نوع من أشكال العنف،بالتأكيد يفوز الكل قبل الوصول الى نهاية أي اعتصام أو أية مظاهرة عندما التزمت القوات الأمنية بكافة فصائلها في الحفاظ على أرواح المواطنين الذين لايلجؤون الى الشوارع جزافاً.