في الوقت الذي شغل الهاجس الأمني بال العراقيين عامة والبغداديين خاصة … في ظل التطورات البرلمانية والسياسية وحراك الشارع الملتهب منذ وقت طويل .. فيما يعيش العراقيون تحت سياط صيف لاهب وتزود طاقة مخيب للامال مع اليات عمل كهربائية ما زالت نخرة برغم كل الوعود والتعاقدات والتصريحات الحكومية والسياسية في ذلك .. الا ان حال ظلام طويل جاثم على ما يبدو بطول خطر الاجندات التي التحيط بنا داخليا وخارجيا ..
مع كل هذا الشؤم المحيط الا ان الاستسلام لم يكبل البعض من عشاق الحياة .. اذ ما زالت الامال والتطلعات مستمرة دافقة لم تتوقف معتمرة الكثير من الاسنان البيضاء والشذوات المتارجة هنا وهناك .. حيث اعتمار زوار مدينة الزوراء وشارع المتنبي وسوق الغزل والحراك الرياضي والنشاطات الثقافية والمنتديات وغير ذلك الكثير من الفعاليات الاجتماعية والمدنية التي تمسح عرق الصيف وتخفف وقع الحيف السياسي .
كازينو رضا علوان الكائن بقلب الكرادة اصبح من رموز الحداثة ومنبرا للتعبير الحر ونقطة مضيئة يقتدى فيها للافصاح عن قدرات كامنة وامال عريضة متقدة .. حضرنا ندوة عن حوادث المرور واسبابها ومعالجتها .. وتحدث الزملاء والحضور عن أسباب شتى تعبر عن حقيقية الواقع المروري الذي يحمل الكثير من جنبات وتداعيات الانهيار الخدمي والاخفاق السياسي الضارب للعمق والمعرقل لكثير من الملفات الاجتماعية والخدمية .. وقد ادار الندوة الزميل الأستاذ هادي جلو مرعي وحاضر بها العميد د. زياد القيسي مدير العلاقات العامة والاعلام في المرور ..
وقد اسهب القيسي بطرح أسباب ومعالجات معينة تتسق مع واقع الحال والإمكان العام الذي لا يمكن تجاوزه بعد ان اظهر مقدرة مهنية في العلاقات وكذا الملف المروري الذي قسمه الى ثلاث مرتكزات : ( السائق والعجلة والطرق المرورية ) .. اجمل فيها مواجع المرور مع انه حاول قدر المستطاع تخفيف حدة النقد عن دائرته الا ان الأمور الودية كانت سائدة وطغت روح المصلحة العامة مع حرية الطرح قدر المستطاع وما ينسجم مع الجو النقاشي والاحتدام المجتمعي العام .
حينما أتيح لنا الحديث قلنا : ( صحيح ان الحوادث المرورية انتشرت حد الفزع بكل مكان .. الا ان نسبة ثمانون بالمائة منها تقع على الطرق الخارجية . وبما ان سلطة المرور مقيدة ومحرجة في حلول استثنائية سريعة جذرية داخل المدن لاسباب تتعلق بطبيعة الوضع الحالي .. الا ان يد المرور يجب ان تكن مطلقة فاعلة في الطرق الخارجية بالتعاون مع الجهات المختصة كالطرق والجسور والبلديات ومجالس المحافظات والجهات الأمنية والعسكرية والثقافية والسياحية وغير ذلك .. فان واجهات المدن غدت هوية حضارية معبرة عما يختلج الداخل وينبض ويتفاعل فيه .. كما اثنينا على دور الندوات والتوعية الإعلامية والارشادات وضرورة زيادة حصتها ودعمها والحث على اقامتها بكل مكان .. وامور أخرى نعلم لا حل لها حاليا الا انها فرصة للتوضيح ليسمع المسؤول ويتنفس الصحفي ويأمل المواطن والله ولي التوفيق) . !