تذهلني تلك القدرة عند البعض في تجهيز كل طاقاتهم لتجرح الاخرين تصرفا او كتابة او عند الكلام , هم بارعون في استنطاق الشيطان الكامن في الاختلاف متناسين روح الملاك الذي تستوطن نفس الاختلاف !! باحثون عن قسوة التنكيل ومتجاوزين لذة التضامن في فكرة الوجود , يجمعون قواهم ومواهبهم لاجل التقزيم عبر انتقاء هفوات في سلوك او مقال او حديث المقابل , فيجندوا خيرتهم ليعدوا سيوف الاتهامات وفرض وصايا الفضيلة وقد استعانوا بكل فنون الضرب فوق وتحت الحزام ليناموا مرتاحي الضمير على وسادة الرضا والرخاء دون منغصات وبلا صرخة ضمير تناديهم : لماذا , وما جدوى ما تفعلون ؟؟ اتابع باستغراب تعليقات الكثيرين في وسائل التواصل الاجتماعي , الذي تاسس ليكون واحة معرفية تدعم ثقافة التضامن الانساني العابر للهويات الفرعية منسجما مع روح التعالي على المنغصات نحو التعريف بالخبرات والمعارف والمواهب , فأجد ارواحا شيطانية تتقافز بين الكلمات المتناثرة في جمل نارية تحمل العدائية العلنية او المستبطنة , تعطي تصورا ان الذي كتب هذا التعليق او ذلك الهجوم اللفضي شغل وقته لساعات في القراءة والتمعن ليس لاجل اقتناء كنوز المعرفة بل لايجاد وسيلة اكثر ايذاءا وقسوة , متخذا من درايته في حقل الكتابة او النقد او التدوين , سلاحا يفتك فيه بروح من الاستعلاء , وكثيرا ما اسئل نفسي : الا يمكن تجنيد تلك القدرات النقدية اللاذعة او العدائية المنتقاة بعناية لغرض الاهانة والتجريح لتكون مستثمرة في العطاء ومد الجسور لاحياء فضائل الاختلاف لتلاوين الوطن ؟؟ هل يشعر المهاجمون بلذة خاصة تمنحهم قدرة التواصل في تحقير الاخريين ؟؟ اي هواية تلك التي تسعد المتورمين بالانا وتقديس الذات بعيدا عن قراءة الاختلاف في الاراء والثقافات ؟؟ ارتبك فعلا وترتفع عندي مناسيب الخيبة وانا اطالع حجم الكتابات المشككة بنوايا المشاركين معهم في وطن واحد وظروف مشابهة ,, او تلك الردود الباهظة القسوة على مقالات او مقابلات تفهم بوجهة نظر مغايرة , نجاحات يحققها ابناء جلدتنا فترتفع سيوف الانتقام خوفا من فرح يتعاظم في النفوس , والاغرب ان هناك من هو متهيئ ومعبئ بكراهية الاخر دون معرفة مسبقة !! بل هو مجند للمباغتة دون ادنى دراية بما يقصده الاخر المختلف !! وهناك من يعاود قراءة عمل ادبي او بوست او مقال ليجتزا عبارة ويؤسس للقتال في مضمار هذا المجتزأ !! يبدو انها لعنة تطاردنا نحن الباحثين عن المعارك في ارض ترتفع فيها كل يوم نيران حرائق الازمات , !! هذه الحيرة دفعتني لسؤال خبراء النفوس معللا حيرتي ان ثمة هموم تلاصق يومياتنا وتحيل بهاءنا الى كوابيس , فكانت الردود تنبه من خطورة امراض تستوطن الروح التي تشتاق الى التفوق وتستشعر برعب السعادة عند الغير, تحنق على التماثيل الجميلة فترفع المعاول لهدم الرقة او صناع الامل , ولابد ان نتشارك في اساليب ادامة الحوار المتعقل لنكون جديرين بلذة الاختلاف !!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *