مثل كل شيء على هذا الكوكب يلف ويدور ويعود الى حقيقته هو الإنسان، لكنه مميز عن سواه بأنه لايتفق والإستقرار، ويتقلب على نار المعاناة والعذابات والأكاذيب والأوهام المقدسة التي يعشقها، ويذوب فيها، ويضحي دونها، ولايروق له أن يكتشف حجم الخديعة التي يعيش في ظلها، وتضيع أيامه في خدمة من يحكمه، ومن لديه القوة والنفوذ، ويظهر له الطاعة خوفا منه مرة، أو طمعا بشيء، أو نتيجة لخديعة أنه الباب الى الله.
يمضي العمر في طاعة تلك الأوهام حتى يموت الفرد، وهو يظن أنه على خير، وإن الملائكة سيكونون في إستقباله فرحين جذلين سعداء وهم يتطلعون في وجهه المضيء برغم إنه جزء من لعبة الوهم والزيف والخديعة والطاعة والخضوع للأكاذيب والألاعيب التي يبتكرها تقنيون ماكرون عرفوا ألاعيب السياسة وحيلها، وصاروا آلات تنتج أصنافا من البشر يخدمون أفكار الزيف، والتطلع الى وهم يصعب تحقيقه، فكم هو مسكين هذا الإنسان الذي هو أنت وأنا وهم حين نشرع في ممارسة لعبة الخديعة على مدى زمني قصير نعطي مالدينا لسوانا، ونكون سلاحا بيد غيرنا، وطعاما لجوع غيرنا، وأفكارا ترفع من شأن غيرنا، وتطيح بنا الى الحضيص والى نهايات بشعة نظنها خيرا وهي شر مطلق، فيالسوء حظنا في هذه الرحلة القصيرة، وذاك العمر البغيض.