التساؤل الذي يرد في الأذهان: ما هو سر الترابط بين شهادة الإمام الحسين عليه السلام في العاشر من المحرم وبين خروج المنتظر عجل الله فرجه في مثل ذلك اليوم؟
هل هي صدفة أم اشارة الى قضية اخرى؟ لماذا التركيز في الموروث الروائي على ان الإمام المهدي ع هو من سيأخذ بثأر الإمام الحسين ع؟
تعتبر قضية الامام الحسين ع من أكثر القضايا ارتباطا بالإمام المنتظر ع، وإن كان هذا الارتباط غير ملفت سابقا، لكنه اليوم توضح من خلال الحالة التعبوية للقاعدة الجماهيرية الحسينية في الزيارات والمناسبات الدينية، واحسب ان هذا الامر مخطط له من قبل الائمة ع، فمن ينظر بعين الدقة سيجد ان هذه الملايين من زوار الامام الحسين ع لم تتشكل إلا نتيجة لتأكيد الروايات على الزيارة وعلى الدمعة وما الى ذلك لهدف مستقبلي.
هنا هل يمكن تخيل ما الذي سيجري في يوم العاشر من المحرم، لو ان الامام المهدي ع صاح بأعلى صوته من بيت الله الحرام كما تصف الرواية (ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين قتلوه عطشانا) لحظة اعلان خروجه؟ بالنتيجة ما هي ردة فعل تلك الجموع؟ لا شك انها ستكون الذخيرة المذخورة له لو قد خرج صلوات الله عليه.
كما ويُلاحظ في النصوص التي ذكرت ثأر الامام الحسين ع، انها ذكرت الامام الذي سيأخذ بثأره، ونصت كذلك على انه ثأر الله سبحانه وتعالى، لكن هناك من يقول مِمَّن سيثأر الامام والقتلة قد اقتص منهم المختار رضوان الله عليه؟
نعم المختار قتل قاتليه، لكن القضية ليست شخصية وليست بهذه البساطة، فحينما يكون الثأر ثأر الله يتبين ان القضية متعلقة بدين الله تعالى وبالرسالة الالهية، وهي من العظمة بمكان بحيث انها نُسِبت الى الله جل وعلا، ومن سيأخذ بالثأر يجب ان يكون مرتبطا بتلك الرسالة ومؤتمنا عليها، والثأر سيكون بإحقاق الحق وإحياء دين الله سبحانه وتعالى.
صناعة انسان
اذن هذا الارتباط بين القضيتين ليس ارتباطا عفويا، فقضية الامام الحسين ع عملت ولازالت من اجل صناعة انسان يرفض الظلم والجور، وينتمي الى مجموعة تشكل القاعدة الجماهيرية التي ستنصر الامام المنتظر ع للأخذ بثأر جده صلــــــــوات الله عـــليه، وإقامة القسط والعــــــدل في دولة يعز فيها الإسلام وأهله ويذل فيها النفاق وأهله.