لا اظن ان احدا منا ، وهنا اقصد شعبنا الصابر ، يشعر بالراحة النفسية ، بل اجزم انه يعيش ازمة نفسية ، خلقتها الظروف التي يعيشها الوطن بسبب الصراعات السياسية التي تشتعل أوارها ، دون ان يكون للشعب فيها رأي او مصلحة !

غليان واضطراب هنا، وضربات ما تحت الحزام وما فوقه هناك..! سياسيون ، يصرحون صباحا شيئا ، ثم ينكرونه مساءً ، ويعلنون اخباراً ، في المحطة التلفازية الفلانية ، ويسربون ما يناقضها على الفضائية العلانية ، وفي حومة هذا الجو ، يعيش المواطن العراقي في فوضى حلبة صراع سياسي ، المنتصر فيها ، خسرانا ، والخاسر فيها ، يؤدي دورا في مسرحية من ادب ( اللامعقول ) ..

الجميع يرقص على آهات المواطن .. ولا يعيرون انتباها لمشاعر من أوصلهم الى صدارة المشهد السياسي ، وبذلك اعطوا نموذجا لعدم الوفاء.. هؤلاء والخطأ… مساران متوازيان، متساويان، ومعروف ان عديمي الوفاء، تصبح الأشياء عندهم متساوية، فلا يفرقون بين الأيام والساعات ولا بين الضوء والعتمة والحركة والسكون أو النهيق وتغريد البلابل.

ان من ملامح تلازم الألم والأمل لدى العراقيين ، هو ما ترسخ فيهم من ضمير انساني مكلل بمنوال أصيل، وذا كثافة رمزية عالية، و سيظلون رمزا لقوى التحرر في العالم ، فالعراقيون عبر التاريخ شواهد حضارية في الفكر وفي الجهاد من اجل الوطن .

عذرا اخوتي القراء ، لم يعد القلم يقوى على الاسترسال ، مع ايماني ان القلم النبيل ، رسالة ورحمة وهداية وعطاء ، فما نمر به حالة غريبة ، مستغربة ، ولا نقول سوى : رحماك ربي ، شعب العراق لا يستحق هذه البلوى .. رحماك ، فلا يمكن للمرء الاستراحة الحقيقية إلا بنسيم أرضهِ ، كما تستريح الأرض المجدبة بهطول المطر.. وكلنا بانتظار المطر ، فقد يبست الارض .. وتشققت .

الامل ، والحلم ، هما الشجرة الأخيرة الناجية في غابة امنيات العراقيين المحترقة !

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *