جاءني‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬القراء‭ ‬السؤال‭ ‬الآتي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توقيع‭: ‬تابعت‭ ‬مقالاتك‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬بين‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬والإطار‭ ‬التنسيقي،‭ ‬ولم‭ ‬أستطع‭ ‬أن‭ ‬أصل‭ ‬الى‭ ‬نتيجة،‭ ‬ارجو‭ ‬أن‭ ‬تجيبني‭ ‬بصراحة،‭ ‬أيّ‭ ‬الطرفين‭ ‬سينتصر‭ ‬في‭ ‬النهاية؟

هذا‭ ‬السؤال‭ ‬الاشكالي،‭ ‬له‭ ‬مرددون‭ ‬بمئات‭ ‬الآلاف‭ ‬وربما‭ ‬الملايين،‭ ‬مَن‭ ‬سينتصر‭ ‬في‭ ‬النهاية؟‭ ‬وهو‭ ‬سؤال‭ ‬يلقى‭ ‬على‭ ‬كواهنه،‭ ‬لكنه‭ ‬عند‭ ‬التحليل‭ ‬الجوهري‭ ‬يبدو‭ ‬مخيفاً،‭ ‬لأنه‭ ‬يتوافر‭ ‬على‭ ‬كلمة‭ ‬النهاية،‭ ‬وهي‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الطرف‭ ‬الذي‭ ‬سيبلغها‭ ‬عند‭ ‬الانتصار‭ ‬فإنه‭ ‬الثمن‭ ‬المدفوع‭ ‬سيكون‭ ‬عالياً،‭ ‬وخطيرا،‭ ‬ومرجع‭ ‬الخطورة‭ ‬هو‭ ‬انّ‭ ‬السواد‭ ‬الأعم‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سيدفع‭ ‬الثمن‭ ‬وليس‭ ‬النُخَب‭.‬

في‭ ‬الجانب‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬السؤال،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬التسليم‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬انّ‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬استمر‭ ‬وتصاعد،‭ ‬سيبقى‭ ‬ثنائي‭ ‬الأقطاب‭ ‬ولا‭ ‬تشترك‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬فيه؟‭ ‬وهل‭ ‬سيبقى‭ ‬صراعاً‭ ‬داخلياً‭ ‬أم‭ ‬انّ‭ ‬حدود‭ ‬العراق‭ ‬سترتخي‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬السماح‭ ‬السهل‭ ‬للتدخل؟

لا‭ ‬زلت‭ ‬أرى‭ ‬ان‭ ‬المنتصر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬التنافسي‭ ‬على‭ ‬الصدارة‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬الالغاء‭ ‬والابادة،‭ ‬هي‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬انتمى‭ ‬اليها‭ ‬المتصارعون‭ ‬وعملوا‭ ‬تحت‭ ‬الويتها‭ ‬ومروا‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬مناصبها‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والصغيرة،‭ ‬وهي‭ ‬تعرفهم‭ ‬ويعرفونها،‭ ‬وتمثل‭ ‬اللباس‭ ‬المظهري‭ ‬الذي‭ ‬يخرجون‭ ‬به‭ ‬الى‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬تسع‭ ‬عشرة‭ ‬سنة،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬اية‭ ‬إمكانية‭ ‬في‭ ‬الغاء‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬تعديلها،‭ ‬وانّ‭ ‬الشعارات‭ ‬التي‭ ‬تقال‭ ‬أحيانا‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬انما‭ ‬هي‭ ‬تهويل‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬للفت‭ ‬الأنظار‭ ‬وتغيير‭ ‬موجات‭ ‬التجاذبات،‭ ‬كل‭ ‬لصالح‭ ‬موقعه‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬ستقترب‭ ‬فرص‭ ‬الجلوس‭ ‬الى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات،‭ ‬لكنها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬كالطاولات‭ ‬السابقة،‭ ‬وانّما‭ ‬لها‭ ‬صيغ‭ ‬أخرى‭ ‬مقننة‭.‬

ما‭ ‬يدور‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬والكواليس‭ ‬والعلن،‭ ‬يذهب‭ ‬بقوة‭ ‬الى‭ ‬نتيجة‭ ‬مفادها‭ ‬انّ‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬ستنتصر‭ ‬وحدها،‭ ‬وستعلو‭ ‬اعمدتها‭ ‬وترسخ‭ ‬ترسانتها‭ ‬وتقوى‭ ‬مصداتها،‭ ‬فالسياسيون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الألوان‭ ‬ليسوا‭ ‬أدوات‭ ‬حفر‭ ‬وقلع‭ ‬لها،‭ ‬فتلك‭ ‬مهمة‭ ‬تاريخية‭ ‬أخرى،‭ ‬تنزل‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬كقدر‭ ‬إلهي‭ ‬لا‭ ‬رادّ‭ ‬له‭ ‬إلا‭ ‬الله‭. ‬وهو‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬اقدار‭ ‬العراقيين‭ ‬غير‭ ‬المسيسين‭ ‬او‭ ‬الملوثين‭ ‬او‭ ‬المتورطين‭ ‬هنا‭ ‬وهناك

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *