ان هذا الذي يجري في العراق منذ السقوط وحتى الان ، وحتى الذي جرى في النظام السابق ، والذي بمجمله مأسي وكوارث ومصائب وويلات ، هو لاعلاقة له لا من قريب ولا من بعيد باي نوع من الانظمة اللبراللية او العلمانية الحديثة او ذات الايدلوجيات الخاصة ، وبكل مسمياتها المعروفة والتي هي سائدة الان في عالم اليوم ، وانما الذي في العراق هو عبارة عن عودة الى الجاهلية الجهلاء من خلال قيم البداوة والتعرب والفوضى وشريعة الغاب ، ونظام حكم  بعيد عن مقومات الدولة التي هي اصلا فاقدة للهيبة والسطوة ، فلا دولة ولاسلطة ولا قيادة حقيقة تمتلك حتى الحد الادنى من شروط القيادة الناجحة ،، اما هذة التسميات التي يتداولها الساسة الاعراب الدجالون فما هي الا ضحك واستخفاف بعقول العوام من الناس الذين اعتادوا ان ينعقوا مع كل ناعق ،،،، فاي دمقراطية واي شفافية واي مواعيد وتوقيتات دستورية ؟؟!!! ان حكم الجهال واهل العصبيات يعني حروب وسفك دماء وسرقة وفرهود ونهب وتنامي الروح العدوانية ولغة العنف والتصفيات ونزاعات ومناكفات وخصومات لا اول لها ولا اخر ،، ومن يستعرض ما جرى في العراق منذ اكثر من اربعين سنة ولحد الان وخاصة مرحلة ما بعد السقوط يرى ذلك بوضوح … ان الحل الامثل والموضوعي لهذا الوضع الكارثي هو في تحليل العوامل والاسباب التي ادت  الى الخراب والدمار والانهيار الحضاري الذي عاشه العراق طيلة هذة السنين ، وليس بالاعتصامات وتعديل الدستور وانتخابات مبكرة والاسراع بتشكيل حكومة والى غير ذلك مما سأم العراقيون منه  وازعجهم كثيرا ،،،  على ان يبدأ هذا الاستقراء والتحليل بعقد مقارنة تفصيلية لاوضاع وقيادة الدولة ونظام الحكم وقوة القانون والنظام وفي كل المجالات ومفاصل الدولة العراقية ، لمرحلتين ،، الاولى والتي تبدأ منذ استقلال العراق في بداية عشرينيات من القرن الماضي وحتى السبعينيات ،، وبين ماجرى بعد ذلك والى يومنا الحاضر ،، . ان هذا الصراع الحاصل الان بين مجموعتين كبيرتين التي تصدرت العملية السياسية ،،  هو في الحقيقة يمثل المرحلة الاخيرة ونتيجة حتمية لحكم الاعراب والمتخلفين واهل العصبيات ، وهو عادة ما يكون لاسباب تتعلق بالمنافع المادية والاستيلاء على الاسلاب واموال الدولة وثرواتها ،، او ان يكون الصراع بسبب المنافع الاعتبارية والمتمثلة بنزعة حب السيطرة والتسلط وتبوأ المناصب العليا والجاه والزعامة المجتمعية والسياسية ،، وهذه الاسباب التي ذكرتها هي في الواقع تمثل اهم محور في اهداف وغايات شخوص هذه الاوساط واهم شيئ في حياتها بسبب عقدة النقص والحرمان والدونية وغيرها من امراض وعقد هذة المجتمعات ،، ان صراع المرحلة الاخيرة القائم الان فقد اشار اليه العلامه ابن خلدون في مقدمته الشهيره في معرض حديثه حول نظريته التي يقول فيها (اذا سيطر الاعراب على اوطان اسرع اليها الخراب) .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *