توقعتُ أن تموتَ مكتبة أبي يوماً
لكن ما لم أتوقعهُ
أن يموتا بنفس الطريقة
-مقتولان-

الجدران
محاولة جيدة لإبقاء البيوت ممتلئة
لكن للأبواب رأي آخر

صديقي المهاجر
حاول أن يتذوق الخارج
ومن طيبته
بلعهُ البحر دُفعة واحدة

الرجل والمرأة اللذان حدّثانا عن النهايات سعيدة
أتذكرينهما؟
رأيت الرجل وحيداً اليوم والحزن يسيل على خدهِ

على حافة النافذة
صدأٌ قديم
يبدو أن أحدهم ترك انتظارهُ هنا

كانت أمي تحتفظُ بورق الروزنامة
وفي آخر كلّ عام
تحرق كلّ ورقة تحملُ ذكريات سيئة
إلا الورقة التي تشيرُ إلى وفاة أبي
لا زالت تبتلعها
وحتى الآن

في قريتي
لا يذهبُ الأطفال إلى المدرسة
لقد علمتهم الحرب أن :
يدرسوا الجثث
ويحفظوا لافتات القبور

للمرايا طريقتها في التعبير عن الحزن
وإلا كيف تفسرين النقاط السوداء في كلّ مرايا البيت بعد رحيلك!

يقولُ لي صديقي المسافر
أنهم هنا يستطيعون أن يميزوننا
نحنُ “السوريون”
يقول أنهُ لا يكفي غسل الوجه بالماء
لنزيلَ الهلع المقرون بملامحنا
حيث يمشي الخوف معنا
يشاركنا طعامنا
وحياتنا اليومية

نادل المقهى
أتذكرينهُ ؟
كلما رآني وحيداً ذاب على الطاولة

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *