توقعتُ أن تموتَ مكتبة أبي يوماً
لكن ما لم أتوقعهُ
أن يموتا بنفس الطريقة
-مقتولان-
…
الجدران
محاولة جيدة لإبقاء البيوت ممتلئة
لكن للأبواب رأي آخر
…
صديقي المهاجر
حاول أن يتذوق الخارج
ومن طيبته
بلعهُ البحر دُفعة واحدة
…
الرجل والمرأة اللذان حدّثانا عن النهايات سعيدة
أتذكرينهما؟
رأيت الرجل وحيداً اليوم والحزن يسيل على خدهِ
…
على حافة النافذة
صدأٌ قديم
يبدو أن أحدهم ترك انتظارهُ هنا
…
كانت أمي تحتفظُ بورق الروزنامة
وفي آخر كلّ عام
تحرق كلّ ورقة تحملُ ذكريات سيئة
إلا الورقة التي تشيرُ إلى وفاة أبي
لا زالت تبتلعها
وحتى الآن
…
في قريتي
لا يذهبُ الأطفال إلى المدرسة
لقد علمتهم الحرب أن :
يدرسوا الجثث
ويحفظوا لافتات القبور
…
للمرايا طريقتها في التعبير عن الحزن
وإلا كيف تفسرين النقاط السوداء في كلّ مرايا البيت بعد رحيلك!
…
يقولُ لي صديقي المسافر
أنهم هنا يستطيعون أن يميزوننا
نحنُ “السوريون”
يقول أنهُ لا يكفي غسل الوجه بالماء
لنزيلَ الهلع المقرون بملامحنا
حيث يمشي الخوف معنا
يشاركنا طعامنا
وحياتنا اليومية
…
نادل المقهى
أتذكرينهُ ؟
كلما رآني وحيداً ذاب على الطاولة