لمْ أكن حصيفةً بما يكفي
لألبسَ الوجهَ القديمَ
لأرمِّمَ ما يُمكنُ ترميمُه
قد يُبهجُكُم هذا الوجهُ
المدهونُ بالتأنُقِ والضياءِ
لكنَّ معضلتِي الكبرى..
لمْ أعدْ أتذَكَّرُ وجهِي القديمَ
ربما نسيتُهُ
على قارعةِ الانتظارِ
بمفترقِ حلمٍ
أو على الشاطئٍ حينَ نزعتُهُ لأتطهّرَ
منْ أفكارِ النملِ التي تملأُ رأسِي
لمْ أكنْ يومَهَا بكاملِ الوعيِ
فقد ثملتُ بكأسي المهجورِ
بأقراطي المهملةِ على الطاولةِ
وبحقيبتي الملونةِ بألوانِ الطيفِ
لا شيءَ يهمُّ بعدَ الآنَ
فقد ذوتْ خطايَ ولمْ أتُبْ
أنا امرأةٌ قد سُكبَ الرحيلُ من مقلتيْها
قطَّع يدِي وجرَّ حلقي للكتابةِ
فانشغلتُ عن الكلامِ بالصمتِ
مستعيرةً ساعاتِ الليلِ التي تشبهُنِي
ساعاتِي القديمةُ كما وجهي القديمُ
بطعمِ الكرزٍ
بنكهةٍ العسلٍ
وبلونٍ الأرجوانٍ
امرأة ملحُ الأنوثةِ فاضَ من صدرِها
سقَت أفئدةَ العشاقِ شهدَ محبّتِها
عجنَتْ شرايينَ القلبِ خبزًا لهم
فانتشتْ بصدقِها حدّ البكاءِ
كان الذي ارتجتْهُ كثيرا وكبيرا
فَزادُ المحبِّينَ قطنُ الكلامِ
همسٌ .. غناءٌ ..وهيامٌ
وأنا امرأةٌ انشغلتْ عن الملامِ
خبّأتُ بين أصابعِي القصيدةَ
وطفِقْت أبحثُ عن وجهي القديمِ
لا شيءَ يا قلبي جديرٌ بالندمِ
قد كنت الخطيئةَ والذريعةَ والعقابَ
فذاتَ وعدٍ
أضاعتْ مرايايَ مقاصدَهَا
وأضعتُ أنا وجهي القديمَ
.
.
.
تذكرتُ الآنَ
وجهِي تركتُه هناكَ
في بلادِ النسيانِ