الدعوة التي أطلقها السَّيِّد مُقتَدَى الصَّدْر في حِسَابهِ الشَخصِيّ بتويتَر بتَاريخ 2022/8/20، بأنَّ تكون هناك جلسة حوار أو مناظرة أو مكاشفة، تُعتبر تغير كبير ومهم بالفكر السياسي والإداري لإدارة الدولة.
لأنّنا كمواطنين أوّلاً ثمّ كباحثين ومحللين ثانياً
نعتبرها انتقاله سياسية مهمة، فقد انتقلنا من مرحلة البرامج الانتخابية التنظيرية المنفردة إلى مرحلة مناقشة والتدقيق البرامج والإنجاز الفعلي.
لأن الإنجاز الورقي موجود لكن الإنجاز الواقعي مفقود.
البرامج الانتخابية كلها محترمة لكنّها لا تمت للواقع بصلة لأنّها لم تكتمل ولم تصل إلى مرحلة الإنجاز النهائي، لأنّها ببساطة بعيدة الأمد،
والمشاريع بعيدة الأمد لن تصلْ لمرحلة الإنجاز النهائي إلا ما رحم ربي ورضي عنها المتنفذين والمنتفعين.
لنختصر الرؤية السبب واضح فساد ومفسدين وجهات لا تريد إكمال أو الإنجاز وكذلك بوجود التسقيط الإداري والسياسي لأن العديد يخاف أو يخشى من نجاح الشخوص أو الأحزاب، تضاف أيضاً معرقلات عامة وخاصة وجهات فاعله على أرض الواقع لا ترتبط إلا بنفسها ومصالحها فقط.
لذا حاولت الأحزاب منفردة وحاول كلّ رؤساء الوزراء
وكُلّ مَنّ تسنم موقع تنفيذي فاعل أنْ يصل لإنجاز مميز ولم يُفلح ولم يُفلح أي شخص أو تُفلح أي مؤسسة بذلك.
الصلاحيات المفتوحة التي أعطاها السيد عادل عبد المهدي للمؤسسات بآخر عهده ضمن الحزم الإصلاحية الثلاث برغم اتّساع صلاحياتها لم يكن الإنجاز حاضر أو ملموس.
لأنّها تُركت بلا رقيب فأمست مشكلة إضافية لحلّ مشكلات ولولا بعض قرارات حكومة السيد العبادي لكنا اليوم بمنزلق وضائقة ماليه وإدارية لا تُحمد عقباها.
إذن اتّفقنا من حيثُ المبدأ على أهمية المكاشفة أو المناظرة أو الحوار.
لننتقل بالملف من التنظير إلى الفعل، ولا بُدَّ من التهيئة اللوجستية والإدارية سنوردها لاحقاً، لكن اسمحوا لنا بكلمات مفتاحيه مهمة:
العالم لا ينظر للعراق إلا من خلال الأخبار وبما يرتبط باستقراره لأنّه سينعكس بالنهاية على المصالح العالمية.
العراق يطفو على بحيرة من نفط بخزين استراتيجي سينضب بنهاية آخر برميل نفط بالعالم.
إذن بلد بهذه المواصفات الاقتصادية للوقود الأحفوري وبما يمتلكه من موارد أوليه وجغرافية مكانية ذات بعد جيوسياسي، لن يُتركَ دون أنْ يدخل ضمن خطط أو مخططات الدول الكبرى وغيرها وبالمقدمة أمريكا والتحقت بالركب الصين والاتّحاد الأوربي وروسيا وإقليمياً إسرائيل وتركيا والأردن وإيران وكُلّ دول الخليج إضافة لمصر.
إذن نتيجة خطوة الحوار أو المناظرة أو المكاشفة يجب أنْ تُصبّ بقوة العراق وتعكس وحدته وتماسك قياداته نحو بناء العراق، بظل نظرة عالمية أنَّ العراق من أعلى دول الفساد وغسيل الأموال.
لذا الطريق الأنجع لاستثمار الدعوة أو الحدث من خلال التهيئة لعدد من النقاط أو الملفات المهمة لتتحول الدعوة من خانة الدعاية أو التسقيط إلى التصحيح والتدقيق الذي يصل لدور الرقيب من خلال عدد من المفردات منها:
1. ورقة العمل
– أسئلة محددة
– أجوبة محددة
بورقة عمل مُعدة بعناية كفيلة بإرسال العديد من النقاط الإيجابية عن الدولة العراقية
بأكملها وأهمها دور الرقيب.
2. أسماء الشخصيات
إنَّ تُعدّ قائمة بشخصيات المناظرة، ولنبتدأ برؤساء الكتل وعرابين السياسة.
3. الموقع
لن يكون أفضل إعلامياً سياسياً غير مجلس النواب بحضور طيف واسع من الشخصيات الأممية والدبلوماسية والمحلية وأهمها الإعلام العالمي والإقليمي والمحلي.
وهذا التفصيل ليس بجديد على القبة البرلمانيّة.
4. المناظرة الأولى
أُولى هذه المناظرات التي نتمنى أنْ تستمر وتكون ثقافة
ستُتوج بين (التيار، الإطار)
ونتمنى أنْ تكون بين القادة، لأن البداية القوية ستستمر وتتسع محلياً وإقليمياً ودولياً.
الرسالة الأخيرة
المناظرة المنتظرة ستكون تأسيس لمرحلة سياسية جديدة سنتعامل معها بنهاية المشوار إنْ تمت إدارتها الآن بحرفيه وهندسة سياسية بعيدة الأمد.
سيكون العراق بعد فترة متمثل بأحزاب وكتل لا تتعدى رؤوس الأصابع بعد أنْ تجاوزنا الـ: 350 حزب وكيان مع اقتراب انتخابات عام 2010، لأن التشظي السياسي لن ينتج إنجاز فعلي واقعي.
انظروا للمستقبل جيداً.
تقديري واعتزازي