نقصد بالمصالح العامة كل ما يتعلق بالمجمتع ككل، فمثلاً: مؤسسات الدولة بتلاوينها المختلفة، الطرق ، التيار الكهربائي، الحدائق العامة في المدن و القصبات، وسائل النقل العام..هلم جرا.
فالمحافظة على المستشفيات ومباني المدارس وممتلكات الدولة تعود بالنفع على الكل وتدخل ضمن المصالح العامة، وهناك سؤال بسيط جداً: لماذا ننتهك نحن المواطنون المصاح العامة؟ فلماذا لانحافظ على الممتلكات العامة كما نحافظ على الممتلكات الخاصة؟ ما السبب الذي يجعلنا أن نتعامل بميكيالين مع مصالحنا العامة والخاصة، نهتم بالخاصة وننتهك العامة؟
الإيجابة تعود لنظرتنا لمفهوم الدولة، فنحن لا نتصور أن الدولة ومؤسساتها (هناك أسباب وجيه لذلك) التي ترعى المصالح العامة بمثابة أب رحيم مخلص لنا، الدولة في نظرنا ليست وسيلة لتحقيق ما نتمناه، بل أكثر من ذلك، لاتقوم بما وقع عليها من المسؤليات تجاه أبناءها و مواطنيها.فلذلك عندما تواجه هذه الدولة أي زعزعة و تقترب من شفا حفرة من النار، أول ما ينتهك فيها هو المصالح العامة من الجامعات والمستشفيات والمدارس والمنشآت العامة، كما هو معروف لدى القاصي والداني.
طبعاً، المتضرر الرئيس في ذالك هو المواطن ذاته أولا وآخيرا، وكل ما يهدم من المصالح العامة سيبني من جديد على حساب المواطن نفسه، ويخرج من جيبه شاء أم أبى.
عندما يراعي المواطن أهمية أدنى نقطة في المصالح العامة حينئذ تجبر الدولة شاءت أم أبت أن تكون أبا رحيما لأولادها، بمعنى آخر، تصحيح مفهوم الدولة في نظرنا الذي كما أسلفنا سببا لينتهك المواطن المصالح العامة، يمرّ بمراعاة المواطن لمصالحه العامة وعدم انتهاكها.