منذ عشرات السنين ونحن نتكلم عن سياسة فرق تسد، سيئة الصيت التي يستخدمها المستعمر في سبيل الهيمنة علينا واستغلال ثرواتنا. كما نردد المثل الشعبي الشامي: فخار يكسر بعضه، تعبيراً عن التدمير الذاتي الذي يستفيد منه من لا يريد الخير لنا، وفي ذات الوقت نجهل أو ننسى دورنا في مجابهة تلك السياسة وفعل التناحر الذاتي في التصدي لتلك السياسة ووقف أسباب ذلك التدمير.
انتا وفي جميع بلداننا العربية التي يمارس الآخرون سياسة فرق تسد تجاهها ويهيمنون عليها ويبتزونها وينهبون ثرواتها تمارس في ذات الوقت تدميرها الذاتي ويكسر فخارها بعضه.
كيف بحصل ذلك؟
ان كثيراً من احزابنا السياسية مبتلاة بعصبية قبلية عمياء، وقادة تحكمهم العنتريات والأنانيات وترجيح المصالح الخاصة على المصالح الوطنية، ناهيك عن تبعية البعض للاجنبي ذي الاهداف والمطامع.
وليست ادياننا ومذاهبنا الدينية بالمختلفة كثيراً عن أحوال احزابنا السياسية.
أما انحداراتنا الاثنية فقد وجدت لها سبيلاً في عقول ونفوس قادتها فتمسكت بخصوصياتها هدفاً ووسيلة الى مكاسب خاصة على حساب المصالح الوطنية.
ازاء هذا الواقع السياسي والاجتماعي لا بد للثقافة الوطنية من دور هام وأساسي في اعادة الامور الى نصابها الوطني السليم، واقامة أعمدة الخيمة الوطنية الجامعة التي يستظل بها الجميع.
اننا بحاجة الى زرع فيم والحث على ممارسات تدفع باتجاه التآخي الوطني، مثل:
- الترويج لثقافة ابراز انجازات ومحاسن اعمال الاطراف الاخرى، وبالتالي الابتعاد عن نقائضها الهدامة.
- نبذ الالقاب والصفات الاجتماعية وغيرها مما يقلل من شأن الآخر ويزيد في طين الفرقة بلة.
-تكريم من يمارس اعمال التآخي الثقافي الوطني.
- تشجيع الاعمال الثقافية التي نعمل في انجاه نزع فتيل التنافر والتركيز على كل ما يشد ازر التحابب الوطني وتجاوز الخلافات