البصره الفيحاء كانت على موعد مع حادثة يجب التوقف عندها ومن اجلها رحمها الله غيرنا تسلسل المقالات المُعدة للنشر .
الحادثة
الست سميره معلمه من البصره غادرتنا وهي معتصمة امام تربيه البصره بسبب عدم نيلها مستحقات التقاعد بعد ٤٠ سنة بالتعليم لخطا اداري انتهى .
العمليه التربوية التعليمية لن تستقيم وترتقي الا بوجود معلم ناصح ونصوح ادى واجبه بعد ان نال حقوقه والعكس صحيح .
بالمناسبة المعلم اثناء الخدمة له مقاله منفرده .
التقاعد مفردة تشير الى نهاية المشوار الوظيفي لبلوغه السن القانوني وهو محليا ٦٠ سنة وعالميا بلغ ٦٨ عام .
تسبق مرحلة التقاعد مرحلتين ليكتمل المشهد الوظيفي للموظف او الفرد العامل
الاولى : بداية الخدمة الوظيفية
الثانيه : منتصف الخدمة
الثالثة : التقاعد او نهاية الخدمة .
خلال مراحل العمل يكتسب الفرد العامل ( الموظف) خبرات مضافة قد يكون المؤهل الدراسي يشكل جزء منها وقد يكون الحافز الداخلي مثل الطموح يضيف الجزء الاهم وتضيف الدورات التدريبية جزء اخر كنوع من الاعداد والتدريب ليصل لمرتبة الخبير عند نهاية المشوار .
اغلب الاعمال والوضائف تشترك بهذه الاجزاء لنكون امام موظف (فرد عامل) مميز متميز .
لذا تجدنا نردد كثيرا ان ثمن المعرفة ليس بالامر اليسير وخصوصا محليا لان افق التطوير المؤسسي ضئيل لا يرتقي لمستوى البلدان المتقدمة .
التوظيف والتطوير والانجاز وانتهاء الخدمة معادلة تشرف عليها بل تُصيغها بحرفية عالية البلدان المتقدمة ، فمن خلالها يتم تطوير الملاكات والافادة منهم قبل واثناء وبعد الخدمة ليكتمل مشهد الخدمة العامة وغيرها .
عالميا التقاعد بداية مرحلة جديدة من العطاء .
محليا التقاعد او انهاء الخدمة وفق السن القانوني او لاسباب اخرى ذو مشهد ضبابي يميل كثيرا للقاتم لعدة اسباب :
١. لا احترام للخبرة
المؤسسات العامة والخاصة تتخلى عن كوادرها بيسر وسهوله غير مثمنين الكم المهني المعرفي ، فعند بلوغ السن القانوني للاحالة على التقاعد سيكون الموظف او الفرد العامل بأوج الخبره العملية والمهنية .
لذا يتوجب الافادة من هذه الخبرات بشكل مستمر ودائم .
٢. انعدام التقدير
التقاعد يمثل مرحلة من عدم التقدير والشكر لعقود من العمل ، وهناك رسالة خاطئة نوجه كثيرا باخراج عدد اخر من المواليد مع دعوات لصراع اجيال لا تكاملها ( داخل المؤسسات ) من خلال دعوة اشد ضررا بتغيير القيادات القديمة والاعمار الكبيره واستلام الاجيال الشبابية المواقع متناسين ان ان الامر لا يرتبط بالعمر بل بالخبره والكفاءه والانجاز ، لينتهي المسلسل بدائرة التقاعد التي لم تغير نمط عملها منذ عقود .
٣. موت سريري
عندما تحل الشيخوخة الفكرية محل التجدد الفكري والعطاء لتضيف للشيخوخة الجسدية تعطيل بل تجميد لعقل المتقاعد ، الا قليلا ممن وضع نُصب عينيه اهداف لا ترتبط بصله مع خلفيته المهنية ، فتكون المحصلة (موت سريري) واضح بلا علاج فتظهر على شكل امراض او تمارض ثم تبدا مسيره القلق والتشكي والمرض الحقيقي .
الخلاصة
المؤسسات الرصينة يجب ان تثمن موظفيها المُحالين على التقاعد وعلى الدوله كذلك ان تنظر باتجاهين ليكتمل المشهد المجتمعي .
للتنويه يتم ذلك من خلال :
١. دائرة التقاعد يجب ان تُغير ألياتها وتتحول الى المنظومة الإلكترونية لترتبط بمنصة الرقم الوظيفي الموحد وتُربط او ترتبط مع باقي الوزارات من خلال دوائر مغلقه تتناقل معلومات الموظفين او الافراد العاملين لتتحول المستحقات الوظيفية مباشرة عند الاحالة على التقاعد ، وان كانت هناك اشكاليه تُحل بالحضور المباشر بعد رساله بسيطه .
بهذه الاليه لن يعاني الموظف المتقاعد ولن تُمس كرامته وهي ذات بُعد ستراتيجي للاجيال القادمة .
٢. تقاعد كبار السن
معضلة الدوله العراقيه الحديثه التوجه للوظيفه كضمان وخصوصا عن نهاية الخدمة ( التقاعد ) الى ان وصلنا بالكادر الوظيفي الى قرابه ( ٤ اربعه مليون ) إضافة الى قرابه ( ٢ مليون) رعايه اجتماعيه .
لننطلق بسن قانون تقاعد كبار السن على الاقل باقل راتب تقاعدي على ان يشمل كل عراقي او عراقية تجاوزت السن القانوني ٦٠ سنة فأكثر براتب تقاعدي رمزي ليس بصفتهم موظفين دولة بل بصفتهم مواطنين عراقيين .
رؤيتنا وهي النظره الاوسع
ان يضاف سجل المواطن بعمله بالقطاع الخاص والمختلط كسجل خدمه لتكون الحصيله راتب تقاعدي يناظر موظف الخدمة العامة نوعا ما .
الخطوة التي من المؤمل ان تجد النور يوما ما ستحقق :
أ. احترام نظام الضرائب ولن يكون هناك تهرب ضريبي للافراد
ب. سيكون سجل خدمة متكامل وفق التوقفات التقاعدية .
ج. الزام الشركات والمعامل وحتى المكاتب البسيطة بانجاز cv ملف عمل لكل فرد عامل مع تقييم ومستحقات عمل مرضيه للطرفين .
وفق ما تقدم ستنتهي معضلة التوظيف الحكومي .
٣. كبار السن خطوط حمراء
مبدا عمل لو تم الزامه لمؤسسات الدوله الرسميه وغيرها لتغير الواقع الاجتماعي والصحي والخدمي لكبار السن عموما .
ما تقدم ان تم تنفيذه بشكل متسلسل ستتغير معادله ضياع التقدير بهيئة التقاعد الى استمرار التقدير .
ختاما
انقل لكم تجربة احدى البلدان بالضمان العام والصحي لكبار السن .
يفرض اخذ مبلغ للضمان العام والصحي الصحي من عمر معين .
الشباب لا يحتاجون بهذه الفتره العمرية لرعاية لعامة لان هناك أليات تكفل ذلك ، أما الرعايه الصحية لايحتاجها الشباب بل يحتاج
متابعه صحية دوريه .
اوضحت الدوله لكل المواطنين اننا سنحول جزء من اموال الضمان الصحي للشباب لكبار السن لديمومه العلاج والمعالجات لهم ،
كان هناك امتعاض لأول الامر لكنه انتهى بعباره
( ستكون من كبار السن ذات يوم ) .
وما زال هذا النظام التكافلي المجتمعي يعمل الى اليوم وبنجاح ساحق ولم يُذكر ان هناك فساد او شبهات فساد .
تقديري واعتزازي
#محمد_فخري_المولى

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *