هنالك مثل يقول ” اذا لم تكن تعرف ماذا تريد فكل الطرق تؤدي الى هناك ” ، هذا هو حال القوى المدنية اليوم ، تراهم يجتمعون تحت سقف المؤتمرات والندوات التي تنادي بالتغيير وحقوق الانسان والمساواة ، ولكن في واقع الحال ترى اغلب الذين المشاركين اما ان لديه وقت فراغ لايعوف كيف يقضيه ، او ان يكون هدف القسم الاخر التقاط الصور التذكارية ، او اللقاء بالشخصيات السياسية لكي يفتخرون امام اقرانهم واهليهم بأنهم كانوا معهم هناك ، لكن اذا ماحددوا اتجاهات بوصلة ميولهم ، فأن الاية الكريمة ستكون ابلغ وصف لحالهم هذا اليوم ( تراهم جميعاً وقلوبهم شتى ).

منذ التغيير ضرب التماهي مفهوم المدنية ، في ظل عدم وجود تعريف واضح يتناغم مع الفهم الحقيقي للتفسير الواقعي الذي يصلح تطبيقه لبناء دولة حقيقية قادرة على الايمان كلياً بالمواطنة ، ويتماشى كلياً ولا يتقاطع مع مجتمع لديه الكثير من التحفظات على بعض مبادئ الانفتاح والوسطية ، بل ان الكثيرين ممن تصدوا لهذا الموضوع وحاولوا ان يقووا من اسس وثوابت وقلاع القوى المدنية ، فشلوا بأن يجتمعوا في جبهة رصينة وموحدة ذات اهداف واضحة ورؤى ثاقبة لها ديمومة في تحالف او ائتلاف اسمنتي ، تجدهم اليوم قد فقدوا الاهتمام تماماً بما كانوا قد جاءوا لاجله ، والدليل على ذلك لم نجد لحد هذه اللحظة قاعدة جماهيرية واسعة تؤمن بالكثير من الشخصيات التي عرفت نفسها على انها مدافعة عن مبادئ الدولة المدنية ، على اعتبار ان القناعة الراسخة هذا اليوم لدى اغلب الجمهور يروا بأن بعض تلك الشخصيات لم يستطيعوا اقناع انفسهم بابجديات مبادئ المدنية ، فكيف يكون لهم القدرة على اقناع الشارع!؟

وهنا يثير الرأي العام تساؤلات عديدة في غاية الاهمية ومنها ماذا تريد القوى المدنية ؟ولماذا هذا الضعف والهوان والانشطار الاميبي وعدم نكران الذات ؟ ولماذا لم يستغلوا فرصة الانقسامات التي ضربت الاحزاب القابضة على السلطة من اجل اتباع سياسة ملئ الفراغ واستقطاب الكثيرين من الجمهور الذين قد تخلوا عن احزاب الفشل والفساد !؟

الجواب هو ان حمى الانانية والغرور السياسي ووجود الكثير من الوصوليين والانتهازيين الذين تسللوا لداخل بعض الجهات المدنية ، بالاضافة الى صعوبة تخلي بعض القيادات عن مبدأ من يمتلك المال هو من يتحكم بالقرار ، جعل الكثير منهم بمثابة القشة التي تلقيها الريح من مكان الى اخر ،ناهيك عن ضعف الرؤى الموحدة التي لم تكن مطابقة لما كان عليه التنظير بعد سنتين من التغيير .

انتهى ..

خارج النص / اعتقد بأن هنالك استراتيجية قصيرة المدى لاثبات قوة التأثير .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *