ضجت دنيا (السوشيال ميديا) ومواقع الانترنت خلال الاسبوع الماضي بخبر استقبال السفير العراقي في المملكة الاردنية الهاشمية للمطرب اللبناني الشهير (راغب علامة ) في منزله ،والجدير بالذكر ان خبر الاستقبال لم يكن من الاخبار المثيرة للجدل،فنحن احفاد حاتم الطائي والكرم من شيم ابناء الرافدين.لكن ما اثار الجدل (والقيل والقال وكثر السؤال) انتشار عدد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لزوجة السفير والمطرب اللبناني بإسلوب أعتبره المجتمع العراقي خارج حدود الاتيكيت ،متنافياً مع الذوق الدبلوماسي الرسمي بشكل خاص (والعراقي بشكل عام)مما اثار سخط الشارع العراقي بل و العربي بين مؤيد ومؤيد و معارض! ليصبح حديث الشارع بعد الكهرباء والماء وجفاف دجلة والفرات ونفوق السمك في الاهوار، صور زوجة السفير وراغب علامة الذي( اكاد اجزم )على انه لعن تلك الساعة التي حاولت فيها لبنان توطيد العلاقات العراقية اللبنانية عن طريق (الخبز والملح)!
انا لا انكر ان تصرف السفير وزوجته كان بعيداً كل البعد عن الذوق العام، وان كان جواب السفير بأنه حراً في منزله وضيوفه ( فأنت لست ملكاً لشخصك ياسعادة السفير، بل انت تمثل وبشكل سياسي دولة عربية مثل العراق الذي بات مرتعاً للسخرية من قبل فلان وعلان وعلاكين البان). واذا كان صوت الشارع قد اعتلى وسُمِع من قبل الكبار ،وكانت نتيجته استدعاء السفير من قبل وزارة الخارجية بسبب الاستنكارالشعبي،فأنا من موقعي وقلمي الصارخ الصامت اود ان الفت نظر الشعب العراقي الى امر في غاية الاهمية ،راجية اياهم ان يزيحوا نظرهم قليلاً متجهين الى عقر دارهم و وسط مدينة المنصور ،متوسلة الى اصواتهم بأن تصرخ مستنكرة تلك الزيارات التي تعمل على توطيد العلاقات العراقية الايرانية ..وان كانت لبنان بلد الأرز عربية الدم والتراب و (منا وفينا)وان كنا عرب وعروبتنا واحدة(وعمر الدم مابيصير مي) فأن الايرانيين (ومنذ اربعون عاماً)هم اولى بهذا الهجوم،فما تحت العباءة يفوق حدود الجرم،انظروا الى بغدادكم،هناك ستجدون من يوطد علاقته الدينية نهاراً،والدنيوية ليلاً،ولا تجنوا على سفيركم العراقي،فهذا الفرع هو نتاج ذاك الاصل .
اذا كان السفير قد اخطأ بحق صورة بلدكم ،فقادتكم اجرموا بحق ارضكم ودمائكم وشبابكم واطفالكم،وانتم كنتم ولا زلتم تصفقون لهم معلنين استعدادكم للموت فدائهم مشتتين شمل برلمانكم قاطعين الطرق والساحات لاجل توطيد العلاقات العراقية …العراقية!
ارجو من حناجركم ان تصدح رافضة غياب الاتكيت السياسي في الوزارات والدوائر الحكومية التي عاث فيها الفساد والمستشفيات مرتع الموت والامراض، والشوارع التي باتت لها قوانينها التي ما انزل الله بها من سلطان، عندها سيفكر سفراء العراق الف مرة قبل ان يستضيفوا اخوتهم في منازلهم، حينها ستزخر صفحات (السوشيال ميديا) بممثلي العراق السياسيين وهم يلتقطون صور مع فلذات اكبداهم وهم يحيون العلم العراقي بتحية عســــكرية ترمز لهيبة العراق وسيادته.