مازالت الخلافات والمشادات تتصاعد بين التيار الصدري والاطار التنسيقي لفك الانسداد السياسي الذي بات عبئا كبيرا على كاهل المواطن العراقي المتطلع لحل الازمة وتشكيل حكومة تقود العراق الى بر الامان واطلاق موازنة العامين المنصرمين التي تاثرت بفعل الازمة بين التيار الذي يصر على حل البرلمان وتعطيل عمل الحكومة واختيار الاصلح ومحاربة الفساد المالي والاداري الذي بات مطلب غالبية العراقيين المتاملين لكشف المفسدين الذي نهبو ثروات العراق في وضح النهار واصرار التيار على عدم اختيار المجربين وابعادهم من قيادة دفة السلطة الذي اشعل فتيل الازمة التي مازالت قائمة الى يوما هذا بالرغم من محاولات مجلس القضاء الذي دخل على الخط لحل الازمة ومحاولات رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية وعدد من رؤساء الاحزاب والكتل العراقية لحل الازمة وبين تلك المحاولات وبالرغم من تدويلها لحل الازمة بقيت تراوح ازمة التيار والاطار في مكانها والتي صارت حديث المواطن المسكين بشكل يومي وصار يستذكر الامثال العراقية الشعبية واهمها ( بين حانة ومانة .ضاعت لحانة) والذي لا يعلم في أى مناسبة خلق هذا المثل. وحسب الوثائق التاريخية تقول قصة المثل ( تعود قصة هذا المثل إلى العصور القديم، حيث كان هناك رجل متزوج من امرأتين، إحداهما اسمها حانة والثانية اسمها مانة، وكان هناك فرق شاسع في العمر بين الاثنتين، فواحدة في سن الازدهار والشباب وفي مقتبل العمر، والأخرى يكسيها الشيب، ويملئ وجهها التجاعيد، واللون الأبيض هو الغالب على خصلات شعرها. فقد كانت حانة صغيرة السن عمرها لا يتجاوز العشرين، بخلاف مانة التي كان عمرها يزيد على الخمسين، وهو الأمر الذي كان ملاحظ بشدة لدى الزوج، والذي كان يعيش مع كلاهما في بيتًا واحد، ويقسم الأيام بينهم بالتساوي.وكان وقتما يذهب إلى حجرة الشابة التي مازالت في مقتبل عمرها، تنظر إلى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء، وتقول له: (يصعب على أن أرى الشعر الشائب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شابًا جميلًا).وعندما يذهب الرجل إلى حجرة مانة المرأة الخمسينية صاحبة الشعر الأبيض، فتمسك لحيته هي الأخرى وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقول: (لا أحب أن أرى شعرا أسودا بلحيتك وأنت رجل كبير السن وظل الرجل على هذا الحال أيام وأيام، إلى أن نظر في المرآة في صباح أحد الأيام، فوجد لحيته خاوية وقد قل منها الشعر كثيرًا،فشعر بالغضب الشديد وقام بإمساكها بعنف قائلًا: (بين حانة ومانة ضاعت لحانا).ومن هذه الأحداث انطلق هذا المثل، معبرًا عن كون انعدام الموقف، والحيرة الدائمة قد تودي بك إلى ضياع ما تحب وتتمنى كما يحدث اليوم من حيرة وضياع.

بغداد

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *