إلى سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف)
سيدي! أكتبُ لك من بغداد ومن قرب الأحداث وأنا أُشاهد الموت والحرب والنار والجثث التي تُنقَل بلا توقف، وأسمع أزيز الرصاص والسلاح الذي يقع على البيوت الآمنة والناس التي تموت في الشوارع والمنازل التي تُحرَق والأمن المفقود وصراخ النساء وموت الشباب في فتنةٍ قد حذَّرتَ أنتَ منها (روحي فداك) لكنّها وقعت.
سيدي نعم إنّ الأُمة التي خذلتك ولم ترعوي وتتوقف عند نصحك وإرشادك هي من تتحمل المسؤولية أمام الله بعد أن بالغتَ ياسيدي بالنصح حتى بُحَّ صوتك وتضاعف هَمُّك.
يبنَ النبيِّين والمرسلين، الناس تموت، والأبرياء تحترق والأطفال تُروَّع والمصير مجهول .
لم استنهضك فأنتَ الناهض بأمر الله وأنت الطريق إليه وأنت الأمان ولا أمان سواك، وإنّما ألجأ إليك حامياً مستصرخاً مستنجداً وأنت غيرة الله في الأرض.
سيدي باسم الأبرياء أرجوك رجاءَ من عذّبته السجون،وقدّم الأهل لأجل الدين والمذهب أن تحقن دمائنا وتطفي حرائق العراق قبل أن تتفاقم فتنة أكبر من فتنة داعش بمرّات .
سيدي! أرجوك رجاء مؤمنٍ بك لا يجدُ ملجأ لحقن الدماء سواك.
باسمي واسم الأبرياء والنخب المؤمنة والمثقفين والمؤمنين وعشّاق الحسين في أيام الاربعين أن تحمينا بكلمةٍ منك فيها يفرق كل أمرٍ مبين و(( لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ )).
نعم؛ لايطيعك البعض ولكنّ بركات كلماتك خيرٌ وبها تكون نار الفتن برداً وسلاماً