بقلم | الكاتب سلام المهندس

 

صورتين الفارق بينهم كبير صورة لموظفة في الامم المتحدة تستمتع بالثلج مع صور سيلفي ولباس فرو غالي الثمن، ونازح في مخيمات النازحين يعاني من البرد القارص ولباس لا يقي شدة البرد، يجب علينا مراعاة الحالة الإنسانية للنازحين واللاجئين، القيادة إنسانية وخاصة في المجال الأممي الإنساني، يجب ان يكون القائد إنساني بعيد عن الحملات الإعلانية بدون ان يقدم شيء ملموس، من منا لم يرى النازحين في سوريا والعراق ولبنان وفي جميع مناطق الشتات؟ هم واطفالهم يرتجفون من شدة البرد والثلوج، من منا لم يتألم لما يشاهده من خيم تتساقط على ساكنيها؟ الالم يعني الإحساس الالم يعني الإنسانية عندما يحملك ضميرك تصرخ لمساندة والدفاع عن اللاجئين والنازحين ضحايا سياسة العنف والحروب لحكامهم.

سبق ان نادينا وصرخنا عن نشر السلام وهو الطريق الصحيح لبناء الامم وبناء الأجيال، والحروب والعنف تجعلنا نشاهد صور اللاجئين والنازحين، ونتألم لفقدانهم فلذات اكبادهم من الاطفال الذي توفوا من شدة البرد الذي حل على العالم اجمع، ولكن المشاهدات اقتصرت على مخيمات النازحين في العراق وسوريا ولبنان، اولاً لرداءة المخيمات ثانياً لم تكون هناك منظمات تكون بحجم المسؤولية للوقوف بجانب النازحين، او تسبق الاحداث لتوفير وتهيئة اماكنهم لتقاوم البرد الشديد، كانت الحلول ترقيعيه لا تتناسب مع حجم المساعدات التي تنالها من خلال التبرعات العالمية الهائلة، لا اعرف لماذا هذا العالم السيء يستبدل راية السلام براية الحروب والعنف، رغم راية السلام بيضاء ساطعة كالشمس المشرقة وراية الحروب حمراء وسوداء ملعونة كحاملها والداعي لها.

حقوق الإنسان يجب ان تحترم ويتم تطبيقها بشكل يحافظ على حقوق الإنسان وكرامته، نحن نقف بضمائرنا ومبادئنا لحماية هذه الحقوق وتطبيقها بما يتناسب لحماية الإنسان وحقوق الإنسان غير قابله للتجزئة، ومناشداتنا لرفع راية السلام هو للمحافظة على هذه الحقوق، لكن ما رأيناه من ظروف اللاجئين والنازحين يدل على تقصير واضح من قبل المنظمات الاممية، والمنشورات التي تنشر من قبل هذه المنظمات الدولية معيبه جداً، حيث يشرح الحالة المأساوية للنازحين بدون ايجاد الحلول او يسبقها بتوفير حلول موضوعية لحماية الإنسان، والحماية هي ضمن حقوق الإنسان العالمية، نحن نتألم نعم لأننا بشر ونحن جالسين في بيوتنا خلف التدفئة مع سقف يحمينا، وفي نفس الوقت نتألم لما نراه من برد وثلوج تضرب النازحين ولا نستطيع فعل شيء، هذا التقصير في حق النازحين يتحمله الحكومات والميليشيات المسلحة خارج نطاق الدولة لولا العنف لما وجد النازحين نفسهم داخل خيم مهترئة ممزقه تاركين بيوتهم وخوفهم من الرجوع حتى لا تنتقم تلك الميليشيات الطائفية منهم، او يتم اعتقالهم من قبل حكوماتهم بتهم شتى.

جميع النازحين الذين يسكنون المخيمات هُم من الطبقة الفقيرة والمعدومة من الناحية النفسية والمعيشية، إضافة لا يملكون المال، والنازحين داخلياً مثل نازحي العراق وسوريا تتحمل تبعية وضعهم السيء وزارة الهجرة والمهجرين المتواجدة في كل البلدين، واكيد رئيس الحكومة له دور لوضعهم السيء مع عدم ايجاد حلول لهم وهم شريحة من المواطنة وتسكن مخيمات داخل حدود الوطن، واما نازحي سوريا في لبنان الذي تتخذ المناطق الحدودية ضمن حدود لبنان اعتبروهم نازحين بعد عام 2015 وهذا ينتهك قانون حقوق اللاجئين وحقوق الإنسان والمادة 14 من حقوق الإنسان العالمي منح لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هرباً من الاضطهاد، على المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الوقوف مع النازحين وحمايتهم مع توفير المستلزمات الضرورية لحمايتهم من الثلوج والجو قاسي البرودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *