يبدأ الكون بتأليف نفسه , حتى يكون
اغنية تشبه السفر الوحيد من دون رجوع
في معنى ادراك الصمت يؤرخ الذكريات الخابية في الجحيم
الموتى الذين مر عليهم العمر ..
مثل الرصاصة الخائفة في زجاج المعنى
اتذكرهم , وهم يرممون جثثهم بالمعاول الصغيرة
يحفرون نصف القبر ,
النصف الاخر بالمقلوب …
حتى يقفون فيه مثل الموعد المؤجل هناك.
ذاكرة الاشياء : ليس لها اشياء
تأتي , لكنها لم تأتِ
ظلام الليلة الاولى في قبرهم الغريب,
رائحة السيجارة في فم السجين
اخر سطرٍ من حائط الامنيات
وحدهم يقضمون اصابع الامس
لكنهم يدركون واقع المسافة
من هنا حتى ثوب القيامة الضيق
الارقام لا تشبه نفسها
عندما يحصون طابور الموتى
لا يتذكرون اي رقمٍ هم
حتى وان تذكروا لا يعرفون من هم
كم كان حزينا هذا الموت الرتيب
من دون خمر او موعد او انثى قابلة للسرير
اي موت هذا الذي لا يعذب المنتظرين شراع الرحيل
تسدل ستائر المسرح المظلم
ممثلون يشاهدون انفسهم في عيون المقاعد وصمت الاشياء
الفرق الوحيد في وقت الاشتهاء
هو إنك لا تكون في ذات اللحظة عندما تموت
هكذا يقول مخرج المسرح الحزين
موتى طاعنون في السن
لكنهم غرباء اكثر
وحدهم , وهذا الكون وحده ايضا
من منهم يستطيع الوصول الى الضفة الاخرى من حزنه الطويل