تلك العالقة في مكانٍ لا يعنيها، ليس لها،
مكانٍ ينبذُها بهدوءٍ يكادُ يكون إيحاءً!
والمطرودةِ من وطنٍ لم يُبقِ داخله روحًا رفضت ظلمًا.
المُنزَوِية في عمرٍ ليس عمرَها، وزمنٍ ليس لها منه حفنة أمان!
إنها أنا!
الطفلةُ التي لازالت تُسرِّح شعرها الطويل المبعثر،
بفرشاة لعبتها!
وتصنع لها شيئا من طعامٍ يشبه الطعام، فتأكله عِوضًا عنها،
تهزُّها على ساقين تعِبتا من سوءِ حظهما حين وقعَتا بين أيادي أطبَّاء لا يشبِهون الأطباء إلا باسمٍ مُزيف!
وتُدندِن لها أغنيةً حتى تُغمض عينَيها عن سواد هذا العالم، فتنام!
إنها أنا!
تلك المسجونة داخل جسدٍ لم تتقبَّله يومًا، لم تحبَّه لحظةً، فلم تسمح له بمعانقةِ مِرآةٍ أو تأمل تفاصيله منها!
وتلك التي تدَّعي قبوله بلسانٍ حامدٍ يحاول جاهِدًا الوصول للرضى حتى تناله من الخالق حقيقةً مُطلقةً لا شكَّ فيها ولا رِياء!
إنها أنا!
تلك المتناقِضة في كلِّ شيء يعنيني!
والمتمرِّدة على كل فكرةٍ لا تتناسب مع مقاس أفكاري،
الرافضة لِذاتي، والمُتقبِّلة لأنايَ في ذات الوقت!
الساذجة والقوية
الصبورةُ والمكسورة
المنسية دومًا والتائهة بين الشيءِ واللاشيء!
أنا “كلُّ الأشياء” لي،
ولا شيء لِغيري!
أقضي الوقت أبحثُ عن وجهٍ ليس لي، ليُناسِب جسدًا لم أختره لي، وحياةً تناسِبُ ما كنتُ قد رسمته في مخيِّلتي!
وجهي الغريب الذي لن يعرفه أحدٌ حينها،
تمامًا كما لم يعرفني أحدٌ اليوم!
إنها أنا!
المجهولة واللاموجودة
اسمٌ كُتِب على هوِيَّةٍ لا نفع لها في غربتي!
جسدٌ مِعوَجٌّ متمايلٌ لا ثبات فيه،
ووجهٌ مُهمَّش!
أنا اللا شيء
اللا أحد
أنا نثراتُ غبارٍ تطايرَت إثر نفضِ الحياة للعدم
وستهمدُ قريبًا وتتلاشى.

 

قبل aktub falah

3 يعتقد على "إنها أنا! “الكاتبة مياس_وليد_عرفه” "
  1. يا الله نص مليء بالمشاعر
    استمتعت جداً بالقراءة أتموح بين الحروف والكلمات وصلتني كلماتك بشكل كبير💙
    فخورة فيكِ🖤

  2. المبدعة الأستاذة مياس الصحفية والكاتبة المبدعة المميزة اتمنى لكِ المزيد من النجاح والتألق والإبداع 🌹🌹💚

  3. الكاتبة الرااائعة والإعلامية المتميزة وحبيبة قلبي الإنسانة الجميلة
    نص رائع ومشاعر رقيقة راقية
    طبتِ وطابت حروفك ودُمتِ متألقة طيبة💜💜🙏🙏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *