من المخزي والمخجل جدا أن لاتغير التيارات
والاحزاب السياسية الماسكة للسلطة اسلوبها  واستراتيجيتها في التعاطي مع الواقع الرافض لوجودها وان لاتتعض مما واجه العملية السياسية من تحديات كبيرة وبالتالي تاخذ العبر والدروس لتجاوز السلبيات والأخطاء وتجاوز الازمات التي تراكمت دون حلول.

واضح ان القيادات السياسية غير مهتمة بمن حولها  وما تواجه العملية السياسية من تحديات ومخاطر وهم مشغولين بأمور اخرى بعيدة عن واقعهم السياسي ، لذا كان انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية  وتظاهراته ضد المنظومة السياسية قد اربك قادة الاحزاب وباتت في شلل تام لم تستطيع الوصول إلى حلول لهذه الازمة وظلت تراوح مكانها رغم عقد جلستين للحوار الوطني دون جدوى وظل الشارع يتحكم بالضغط مربكا الوضع السياسي وبات السياسيين في حيرة من أمرهم.

وحتى إيقاف الصدام والاشتباكات الأخيرة لم تتحكم بها الحكومة او تسعى لانهاءها بل مناشدة من رئيس الوزراء الى السيد مقتدى الصدر للتدخل بإيقاف المصادمات ولم تستطيع كل دعوات التهدئة إيقاف هذا الصدام.

اذا تكرر هذا السيناريو مستقبلا ستفشل الحكومة في إيقاف زحف الجماهير ولن تردعها دعوات ضبط النفس ولا الجدار الكونكريتي ، لتحقيق ماتريده وتسعى اليه وسيكون الصدام وارداً رغم الدعوات بسلمية المظاهرات القادمة .
أثبت التدخل في مسارات تشرين واستخدام العنف مدى استغلال بعض الجماعات والمتربصين لاحداث فوضى وحرق وتدمير البنى التحتية رغم شرعية مطالب الجماهير ، مما افقدتها سلميتها رغم تحقيق بعض النتائج لصالحها.

من الواضح جدا ان هناك استياءً شعبياً وهو في تزايد تجاه الطبقة السياسية التي فشلت في تشكيل حكومة بعد مرور اكثر من عشرة أشهر على الانتخابات وهذا يعكس الفشل الذريع التي تمر به المنظومة السياسية وعدم قدرتها على التعاطي مع الاحداث والازمات والاهتزازات التي تواجه العملية السياسية وإيجاد حلول لهذه الخلافات والمشاكل التي تعصف بها .

أصبحت الاحزاب والتيارات في وادي والجماهير الغاضبة في وادي اخر ولن يلتقيا مهما امتدت المسافات، وأعتقد أن عشرون عاما تكفي لان يتعض الحكام ويغيرون مسارات تعاملهم مع الجماهير وإيجاد حلول للازمات التي تعصف بسلطتهم ، ولكن دون جدوى .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *