إلى من رحلت بوقتٍ مبكر

أسف
أعلم أنها بداية ركيكة ومستفزة، ولكن هذا ما أشعر به، وهذا ما ارغب بقوله لكِ، صحيح أنني قلتها بجوارك ولكنني لم أنظر لعينيكِ لم أرى حجمِ انكسارك ولم تري الندمِ في عيني، لم تري مذبحة الحرقة في قلبي، ولم تري ضياعي وخوفي ولهفتي وانكساري الصامت..

لقد نجحت ولم انكسر أمامكِ، ولكنني انكسرت في اللحظة التي سمعت بها خبر رحيلك حينها شعرت أنني أريد إن احضنكِ فقط، احتضنك ومن ثم ارحل من دون وداع.. كتبت هذه الجملة وتذكرت نص كنت ارددهُ دائمًا، لم أكن أظن انهُ في يومٍ ما سأكتبهُ وأنا أرثيكِ

“بلاية وداع”
أسمعها وأنا أراكِ تتلاشين
خلف الأبواب التي لطالما وقفت بصحبة البرد
أودّعكِ عندها، لكنّي في النهاية
صرت أقف وحيداً بعيداً
وأترككِ تذهبين “بلاية وداع”

لا أعلم ماذا اكتب في هذا النص ولكنني أعلم أن عريان وحدة من ردد كثيًرا -بلاية وداع- ولكنهُ في النهاية سينكسر عشمهُ ويختار الوداع رغمًا عنه!

صدقيني لم ارغب أن ارحل هكذا من دون كلمة أخيرة، لأنني في يومٍ ما تخلى عني أحدهم من دون وداع، وداعهُ الصامت هذا جعلني أظن أن كل من يدير رأسهُ لي.. يودعني، كل من يبتسم لي بوجه شاحب ومتعب..يودعني، وكل من ينظرُ لقلبي سيودعني في يومٍ ما، ولكنهُ سيقول -أحبك- بدل وداعًا!

لذا لم ارغب إن تعيشي هذا الخوف الذي عشتهُ، ودعتكِ بطريقة حقيرة وأنانية، وهنا أنا كنت نسخة منهُ هو! هذا ما لم أستطيع الاعتراف بهِ، ولكنكِ جعلتيني ارى نسختهُ في عيني! لهذا خفت أن انظر في عينيكِ، خفت أن تري ما اشعر بهِ..

آخر اعتراف قلته لكِ -أنني خائف- في تلك اللحظة شعرت إن دمي يتجمد، خفت من أموت في قلبكِ خفت أن أموت بهذه السرعة، كبرت وإلى الآن ترعبني فكرة الموت، ولكن الموت بداخلك حياة آخر..

لا تسامحيني على نظرتي الفارغة، على يدي الباردة، على شعوري الكبير، وندمي الحقير، لا تسامحيني لأنني أجيد التخلي دائمًا، أتخلى ولا أعرف طريقٍ للعودة! لا تسامحيني ، اكرهيني… لعل كرهك يُسرع موتي

يا ريهان تقف الكلمات وسط اللهاة مثل مخرز من نار

(لا تلفّوها بالقطن
للقطن فال الرماد

واسكنوها مقابر : شكل البلابل
هو فجر يخاف الأعنة
ويخشى :
مساء الحداد)

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *