كُلُّ شيء في المقبرةِ على ما يرام،
النومُ المُبكِرُ، النجومُ البارِدَةُ، الغبارُ المالحُ، الكلابُ السائبةُ، الديدانُ، لسانُك المقطوعُ هناكَ،
لهذا عليك أن تزيلَ السائلَ المنوي من جثثِ الجنودِ،
خوفًا من انتصابِ القبورِ………
…………..
أنا حينَ اتبضعُ من الجنةِ شهوتَها،
تتساقطُ أسنانِي،
رأسِي تملأهُ الحشراتُ السامةُ،
رذاذٌ من الأسئلةِ ينهالُ عليَّ،
ثُمَّ أُعلقُ شتائمَ المهزومينَ في غُرفتِي،
وأسألُ رجلَ الدينِ،
هل تعرفُ يا صديقي
كم هو عُمرُ الربِّ الآن؟…………
……………
لا أرغبُ أن أكونَ جزءًا من هذا الضجيجِ اليومي المُتراكمِ
ولا صِفرًا على الشمالِ،
أريدُ أن أكونَ جبلًا عاطلًا
يصعدُنِي الحفاةُ ليشربوا الخمرَ
ويرموا القنانِي الفارغةَ فوقَ رأسِي…..
……………
…………..
أريدُ أن أشتري حذاءً عريضًا بعضَ الشيءِ
ليلتمعَ الشارعُ حينَ يلبَسُنِي.
……………..
…………….
أريدُ أيضا
أن اكنسَ السُخريةَ
افرشَ الحزنَ مائدةً طويلةً،
فمازلتُ استمعُ بشكلٍ دوري لكلمةِ وداعًا
وانهضُ
لأُغطِي الفجرَ حتَّى لا يتسعَ صوتُ الفجِيعَةِ.
…………….
…………….
كُلَّمَا أصلي
يزدادُ شعري شيبًا،
عجبًا
هل مرَّ هذا اليومُ بسلامٍ؟،
على الأرجحِ أنا أنتظرُ معجزةً يا الله،
معجزةً تجعلُني اغرِّدُ وحدي في المقبرةِ
وأنا نسرٌ عجوزٌ…………
في فمِها ضحكةُ عصفورٍ
يدندنُ لحنَ الخوفِ في شهوةِ أسدٍ جائعٍ …………
ما الحل إذًا تكونُ الشمسُ طردًا في ظلِّها
لتمارسَ عنوستَها الأزليةَ قبل أن تموتَ ………….
…………..
حينَ التقطُ صورةُ تذكاريةً معَ صوتِها
يفترسُ فراشِي قطٌ أبيضُ
بمخالبٍ خاليةٍ من العويلِ …………
………..
نصفُ عامٍ
وأنا اتجوّلُ
في شعرِها
عسى أن أجدَ منفذًا للخروجِ.