يمكن لقوة الفساد ان تُكسر اذا كانت هناك ستراتيجية وقوة وعزيمة… هناك خطة مدروسة تُنفذ صمتاً دون لعلعة اعلامية او ثرثرة شعارات! تجعل الفاسد يأخذ كل ما في جعبته من احتياطات انتقامية تحريضية ارهابية ان اضطر الامر!
ان الوعي الشعبي بصورة عامة دون الصفر.. يتصور الفرد انه بمجرد ان خرج و اهلك جثته في جواً لاهب و تقطعت حباله الصوتية بأنه سيفعل شيء! او يغير شيء! من واقعه! وهو لا يعلم ان كل عراقي هو عبارة عن قطعة شطرنج على رقعة الكنز..
ولو نرجع بالذاكرة قليلا الى تاريخنا الدامي على مر السنوات، هناك مرحلة كان فيها الشباب الواعي هو من يقود التغيير ولكن ليس على طريقة المظاهرات او انها كانت مجرد ستراتيجية تمويه فالعمل الحقيقي كان في الخفاء
الترصد… المتابعة… ثم الانقضاض على ذلك الفاسد و تخليص الناس من شره بصورة دائمة…
الامر يحتاج لشجاع ما… يعمل بعقله وليس بالعقل الجمعي.. شجاع يستطيع ان يقضي عليهم دون شعارات و لعلعات وتصريحات و تهديدات واهية كوهن خيوط العنكبوت…
النهضة القومية لأي شعب من الشعوب تبدأ بتصرف فعلي واحد فقط يجعل الجميع ينساقون خلفه بعد ان مر اولئك الجمع بكمٍ غفير من الذل والاهانة والتجويع والخوف والرهاب من الغد والقبول بما يكفل بقائه حياً فقط..
لا هيبة لدولة ما دون قيادي فذ يهابه الاخرون …وكيف يأتي هذا القيادي..؟! السؤال الذي يطرحه كل فرد مستضعف(كون يجيلنا واحد مثل حاكم دبي..! مثل رئيس كوريا..!) وهلم بالامنيات الفاشلة التي يعلقها الافراد على حائط الله…
واما هلوسات المظاهرات وحرق الممتلكات العامة او التسبب بالفوضى او ارباك العمل فإنها افعال واهية لا تحرك جفن من اولئك الجالسين خلف الكراسي في المنطقة الخضراء بل انهم يستمتعون بمظاهر التخلف والعربدة التي تحصل في الشارع وهم يرون ان هناك من يحمي عروشهم مقابل الاموال المختلسة من الشعب.. وهناك من يغذي فسادهم بقوة من التوابع بكافة صنوفها الارهابية او الجارة الصديقة لدولة العراق في كل جانب …
ان فلسفة التغيير تكمن في حلحلة المشكلة اولاً نظرياً بصورة دقيقة جداً ثم العمل على خلق افراد قادرين على ان ينصاعوا للموت دون تفكير مهمتهم القضاء على الفاسدين حيث يأس الفرد العراقي من القضاء العادل او التحكيم له بفرض هيمنته على الفساد بل انه جزء من الفساد وما خلق نماذج القضاء على الفاسدين الا الحل الانجع في خلق عراق خال من الاحزاب.. لا ينصاع لأحكام التابعين للدول الاخرى التي باتت تسيطر عليه فكرياً واقتصادياً
وفي خضم الاحداث الاخيرة فما نراه من الشارع العراقي مجرد هتافات يائسة تنضح بالسكوت رغم علو صوتها كونها تنادي من فراغ كمن ينعق من شدة ضرب السوط ثم يصمت اخيراً وترجع ممارسة الحياة مرة اخرى بصورة طبيعيةعلى نفس المنوال من الذل والعوز والفقر المدقع والازمات النفسية التي تؤدي بالفرد اخيراً الى ان يكون منتحراً او مجرماً او ارهابياً… فالفساد يخلق هكذا دولة بكافة مفاصلها دون استثناء..