لا يختلف اثنان على سوء الواقع الذي يعيشه العراق، بعدما تجمعت عليه السيئات، وتراكمت الخطايا، وزادت مستويات الاخفاق الى حدود عدم السيطرة والتمكن من العلاج. لا يشعر احدهم ربما بعظم وتعقيد المشكلة ما دام ينظر الى ظاهر الحياة التي يعيش، ويجدها مستمرة بأي حالٍ من الأحوال، مثلما لا يجد البعض الآخر جواباً شافياً على سؤال جدوى الحلول المقدمة، وعدم النجاح في انجاز تقدم ملحوظ وملموس. والحقيقة أن ذلك الاستغراب يزول حين ندرك أن تقييم الواقع لا يقاس بالنظر الظاهري المجرد إلى الأشياء، مثلما ان لا حل يلوح في الأفق ما دام يعالج افرازات الخطأ لا جوهره. ان الأزمة العراقية اليوم هي تمثل وانعكاس لأزمة تجذرت في اصل النظام السياسي الذي تشكل بعد 2003، وأُريد له أن يبقى غير مكتمل الاركان، بل ومشوهاً في جزءاً كبيراً من بنيته، وبالتالي فهو ما زال يفرز تشوهات متفرعة، وسلبيات تعد الانعكاس لكل سلبيات ذلك النظام. لذلك لا أفق اليوم لأي اصلاح ما دمنا نكرر اخطاءنا، ولا حل قريب ولا خلاص ما دمنا نحرث في البحر ونحن نتصور أننا نغرس في الارض.. وهي خراب! ان حل الأزمة العراقية ينطلق من دقة التشخيص، لأن ذلك هو بوابة تقديم العلاج القادر على تحقيق الشفاء، وهو ما يتطلب التقدم بشجاعة إلى نقطة الانطلاق المطلوبة والتي تتمثل بإعادة تأسيس النظام السياسي من جديد، والصبر على طريق الاصلاح فهو طويل، ولن يكون سهلاً او يقدم دونما ثمن يستحق بذله مهما كان باهضاً ما دام نتاجه انقاذ وطن بحجم العراق.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *