سئلتُ منذ أيامٍ وبلحظة غير متوقعة عن أكثر كلمة أحبها في اللغة العربية، تفاجأتُ حينها إذ أني لم أفكر قط بذلك الأمر، ولأكون صادقة لم يخطر ببالي.
للوهلة الأولى توقف عقلي عن التفكير بأي شيء، وشعرتُ كما لو أنَّ مخزوني من الكلمات أصبح فارغًا تماما!
شعرتُ بالخوف من أن يخذلني عقلي، ابتسمتُ وطلبت القليل من الوقت لِأفكر.
كانت نبضات قلبي تتسارع كما لو أن خطرًا سيلحق بِمستقبلي الأدبي لو لم أتمكن من إيجاد تلك الكلمة!
رُحتُ أفكر وقد أدرتُ وجهي إلى النافذة وكأني أستجدي الطرقات أن تساعدني في مِحنتي المفاجِئة، لم أجد شيئا!
كان لسان حالي يصرخُ مُوبِّخًا إياي بقسوة:
“أمن المعقول أنَّكِ لا تعرفين؟
أم أنكِ تتدَّعين حبكِ للغة العربية؟
كلمة واحدة فقط جعلتكِ تتوترين وكأنكِ في قاعة امتحان؟”
كنتُ أدركُ في أعماقي أنَّ الخروج من القواقع بعد المكوث الطويل داخلها مُربِك!
كنتُ مُرتبِكة!
للإرتباكِ أبعادٌ مختلفة في أعماقي، وفي أعماقي توجد “أنا” التي لا أعرفها!
هي تظهر فجأة عندما أفكر بالخروج من قوقعتي، تُخيفني، وتحاول زرع المخاوف داخلي!
تحاول فعل أيَّ شيءٍ قد يجعلني أهرع عائدةً إلى الخلف، حيث لا شيء حولي سوى الجدران!
لكني قررت، لن أستمع إليها اليوم لأنها إن تجرأت قليلًا وخاضت تجربة المغامرة ستكون بخير.
لفظتُ كلمة دون أن أخطط لها، دون أن تخطر ببالي وأظنني صادقةً فيما قلت:
“عميق!”
كل ما نشعر به له أبعاد مختلفة من حزن وضيق ووحدة، أو من فرح وبهجة وانسيابية في المجتمع، جميعها لها عمقها الخاص، ولكل عمقٍ أسراره الخاصة.