لا يهمنا ان تدخلت ايران في الحرب مع الجانب الروسي ، أو مع الجانب الاوكراني .
ولكن يهمنا هنا شعار الاعلامي المشهور أحمد
سعيد ، من خلال اذاعة صوت العرب ، عام 1956 , ومع الخسائر الكبيرة لمصر ، نتيجة الاعتداء الثلاثي الغاشم ، بقى أحمد سعيد يصيح بصوت عالي :
” حي العرب .. حي العرب .. حي العرب ” .
ولولا انذار الاتحاد السوفياتي لدول الاعتداء بايقاف الحرب ، لاصبح جزء من مصر او على الاقل محافظة الاسكندرية وقناة السويس ، أرض محتلة تضاف للاراضي المحتلة الاخرى .
ذكرت الانباء العالمية يوم امس ، وتم التأكد منها اليوم ، بان ايران قد زودت روسيا باسلحة متطورة في حربها مع اوكرانيا ، ومن ضمن هذه الاسلحة ، طائرة الدرون ” مهاجر 6 “ .
روسيا بحاجة الى دعم سياسي ومعنوي فقط من بعض الدول ، وغير محتاجة اي تسليح او دعم عسكري في حربها القائمة ، ولكن ايران هي من عرضت المساندة والمساعدة ، للضغط على الغرب في رفع العقوبات الاقتصادية على ايران والحصار المفروض عليها .
واتضح بان الاعلان عن استخدام ” مهاجر 6 “ ، هو لاعطاء رسالتين ، كل منها بوزن ” طرگاعة ” ، والدرون المحترم ” مهاجر 6 “ , هو متطور عن درون ” الشهيد 136 “ وهو يعادل ” الطنطل ” العراقي ، و ” الشاهد 129 “ وهو يعادل ” السعلوة ” العراقية ، و ” الشاهد 191 ” وهو يعادل ” ابيل من السما ” .
الطرگاعة الاولى : ففي الوقت الذي أعلن فيه الاسبوع الماضي الرئيس الاوكراني زيلينسكي ( الملقب بالقراقوز ) ، بانه استعاد اغلب الاراضي التي سيطرت عليها روسيا ، وان روسيا في طريق الى الانهيار ، يعود نفس القراقوز ، ليعلن اليوم بان ثلث محطات الطاقة في اوكرانيا قد تحطمت بسبب ضربات الدرونات الايرانية ، وتوقفت اغلب خدمات الكهرباء والماء حتى في العاصمة كيف ، واذا استمرت هذه الدرونات ، سيتم تحطيم أغلب البنية الاوكرانية ، وأعلن زيلينسكي ، عن حاجة اوكرانيا الى مساعدة فورية بقيمة خمسة مليارات دولار ، كمصاريف حرب ودفع رواتب .
الطرگاعة الثانية : اذا كانت هذه اوكرانيا التي اسقطت الصواريخ الروسية كما تدعي ، وباسلحة غربية متطورة ، فكيف ستحمي نفسها السعودية ودول الخليج ، اذا بعضا من ” مهاجر 6 “ ، تأخذ طريقها لتكون بضيافة أجوائهم .
وبعد ” عملة وولية ” رفع اسعار النفط ، كعمل سياسي موجه ضد امريكا مع موسم الانتخابات ، ولغرض اسناد للاطراف اليمينية المعادية للادارة الحالية ، فان امريكا لن تتدخل لحمايتهم ضد اي ضيوف ايرانيين ، يصلون برا ، أو بحرا ، أو جوا من خلال مهاجر 6 ، رغم انها ستستنكر الاعتداء .
ايران وكالعادة ، نفت وانكرت تزويد روسيا باسلحة في حربها مع اوكرانيا ، وهو رد فعل طبيعي لمثل هذه الحالات ، وهو اسلوب تستعمله اغلب الدول .
وكما قلنا سابقا ، ليس بالضرورة اليوم ، او خلال اسابيع ، أو حتى خلال أشهر ، ولكن بكل تأكيد ضرورة وجود ملفات جاهزة للتنفيذ لحروب اقليمية ، فيها جميع التفاصيل والمخططات ، ومن ساعة الصفر لبدايتها ، الى ساعة توقفها .