مما لاشك فية ، في ضوء وقائع الحالة العراقية ، بأن هذه الوزارة التي يقودها السوداني جاءت بعد ولادة قيصيرية صعبة للغاية ، وهي إذا لم تنجح في تحقيق الضرورات الأساسية للمجتمع ، ووقف الاستنزاف الدامي للمال العام ، والتلاعب بمجريات عمل مؤسسات الدولة ، ومعالجة التناقضات الحادة مع التيار الصدري ، فإنها يقينا ستكون الوزارة الأخيرة لتشكيلات الائتلافات المبنية على المذهبية والعرقية ، للأسباب التالية .

أولا .. إن الشعب بمجموعه ماعدا المجموعات المستفيدة من المحاصصة ، لا يرغب باستمرار النظام المبني على الكتلوية والطائفية ، وهو أي الشعب ، مع تغيير هيكلية النظام الذي فشل في تحقيق أي منجز طيلة (20) عاما ، وحتى الذي بادر بناءه من مجسرات وتبليط بعض الشوارع فهو لايستمر لاكثر من ثلاث سنوات ، وذلك بسبب خلل التعاقدات بين الجهات الرسمية والشركات التي كثير مانشئت على الباطل ، لا نقول اكثر .

وثانيا .. إن تراكم الخلل في البنى الاجتماعية بسبب ضعف النظام وانحياز الأحزاب والتكتلات السياسية للتجمعات العشائرية التي تمارس عمليات الصراع لما قبل نشوء الدولة ، وذلك على حساب تطلعات الشعب نحو المدنية والدولة الحاكمية .

ثالثا .. انفلات الفساد وسيطرته بدون حياء وخجل وخوف على الكثير من موارد البلاد وتهريبها الى خارج الوطن تحت مسميات مختلفة ، وضعف البرلمان والأجهزة المختصة إضافة لخشيتها من الأطراف الفاسدة لما تمتلكه من سطوة ، جعل المواطنين أو لنقل الشعب ، يدرك تماما وبقناعة الى ضرورة التغيير وانشاء نظام وطني اكثر كفاءة وصدقية وإخلاص لمصالح الشعب ، ولعل فضيحة العصر الكبرى هو سرقة ثلاثة تريونات وسبعمائة مليون دينار مايعادل مليارين ونصف مليار دولار من امانات الهيئة العامة للضرائب تؤكد حتمية قوة وعنف الصراع القادم إذا أراد رئيس الوزراء الجديد أن يستعد لخوض المعركة من اجل العراق والشعب .

رابعا .. اتساع حجم الفقر ووصوله بين 15و 20 بالمئة وكذلك تراكم البطالة الى اكثر من 17 و 22 بالمئة من مجموع السكان البالغ عددهم 42 مليون شخص بالإضافة الى العشوائيات في العاصمة وكافة محافظات العراق مما يساعد ذلك الى بلوغ الصراع الانهيار في أي عملية اشتباك أو تصدي للنظام الذي يخضع لإرادات المحاصصة بالنقيض من إرادة الشعب .

خامسا .. وهذه القضية الأهم ، نشوء وبروز قوى شبابية فعالة لاتخاف وتطالب بالحقوق ، وهي لم تكن من مخلفات النظام السابق حتى تطعن السلطة والأحزاب بشخصيتها ، وهي مقاتلة شجاعة ضد الإرهاب ، ومؤمنة بالوطنية العراقية ، وبنظام وطني واضح الهوية والانتماء ، وبمؤسسات الدولة المدنية ، هذه القوى الشبابية قدمت في انتفاضة تشرين الاف الشهداء والجرحى ، ولم تبخل في تقديم المزيد إذا لم تتحقق الأهداف المشروعة ، هذا الفصيل الاجتماعي الوطني إذا نجح في بروز قيادة واضحة وكفــــــؤة وتعبئة فصائل المجتمع فأنه يقينا سيغير مجريات السياسة والاحداث .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *